الجمعة، 30 ديسمبر 2016

قضية فلسطين 3

مؤتمر مدريد:

هو مؤتمر سلام عقد في مدريد في إسبانيا في نوفمبر 1991، تم التحضير له بعيد حرب الخليج الثانية، وشمل مفاوضات سلام ثنائية بين إسرائيل وكل من سوريا، لبنان،الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكانت محادثات ثنائية تجري بين أطراف النزاع العربية وإسرائيل وأخرى متعددة الأطراف تبحث المواضيع التي يتطلب حلها تعاون كل الأطراف. اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بدولة إسرائيل بعد أن ظلت لسنوات تعارضه وتعتبره  تفريطا في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

ترأس وفد منظمة التحرير الفلسطينية حيدر عبد الشافي، لكن لم يكن تمثيل الفلسطينيين وقتها بشكل مستقل، حيث كان الوفد الفلسطيني ضمن الوفد الأردني المشارك، حيث كانت إسرائيل تشترط ذلك لحضور المؤتمر.

اتفاق أوسلو:

اتفاقية أو معاهدة أوسلو هو اتفاق سلام وقعته إسرائيلومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن، الولايات الأمريكية المتحدة، في 13 سبتمبر أيلول 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أفرزت هذا الاتفاق. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.

”يعود الفضل الى احمد الشقيري وسعيد السبع وشفيق الحوت بفرض اللاءات الثلاثة

(لا صلح لا اعتراف لا تفاوض ) على القادة العرب فى مؤتمر الخرطوم عام 1967 التى اصبحت شعار لمرحلة طويلة من الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين حتى وقع ياسر عرفات اتفاقية اوسلو 1993.

وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، مقابل اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل. ومن المفترض، وفقا للاتفاقية، أن تشهد السنوات الانتقالية الخمس، مفاوضات بين الجانبين، بهدف التوصل لتسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و3388. ونصت  الاتفاقية أيضا، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين. إلا أن المتابعين لهذه الاتفاقية يرون أنها قد تسببت في تقويض الموقف الفلسطيني، حيث عارضها الكثير من قيادة منظمة التحرير، لاسيما أن كثير من بنودها لم تطبق على الأرض.[37]

السلطة الفلسطينيه:

هي حكم ذاتي فلسطيني كان نتاج اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وأنشأت بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني في دورته المنعقدة في 10 أكتوبر1993 في تونس، ويعول عليها أن تكون نواة الدولة الفلسطينية المقبلة على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، والتي طالما حلم بها الشعب الفلسطيني.

تأسست السلطة الوطنية الفلسطينية على أساس إعلان المبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الحكم الذاتي المرحلي في واشنطن 13 سبتمبر 1993، وفي إطاره تم إعطاء الصلاحيات المدنية بشكل مؤقت لحين مفاوضات الوضع النهائي التي كان من المفترض أن تجري بعد 3 سنوات.

يقوم الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية  وقطاع غزة) بانتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي.

يقوم الرئيس بتعيين المدعي العام ويختار رئيس الوزراء ويكون مسؤولا عن قوات الأمن والشرطة الفلسطينية.يقوم رئيس الوزراء باختيار مجلس الوزراء.

تغيير الميثاق:

في عام 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا لمناطق الحكم  الذاتي. وفي العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطينية بصورة رسمية الجمل والعبارات الموجودة في ميثاقها الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل وتعهد عرفات بمحاربة الإرهاب. حيث تم رسميا في 14 ديسمبر 1998، شطب 12 بند من أصل 30 وتغيير جزئي في 16 بند، في تصويت المجلس الوطني الفلسطيني بأغلبية ثلثي المقاعد في الجلسة التي حضرها الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في غزة.

مبادرة السلام العربية:

هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكالسعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيلوالفلسطينيين هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب منهضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين البلدان العربية مع إسرائيل وكانت في عام 20022 في القمة العربية في بيروت. وقد نالت هذه المبادرة تأييدا عربياً وهي من المواقف العربية التي تثبت إجماعهم على تحقيق السلام العادل والشامل.

خارطة الطريق:

هو الاسم الذي تعرف به خطة السلام الأخيرة في الشرق الأوسط، أعدت الخطة بواسطة ما يعرف باللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدةوالاتحاد الأوروبي وروسيا استنادا على "رؤية الرئيس الأمريكي بوش" التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 يونيو2002.

تدعو "خارطة الطريق" إلى البدء محادثات للتوصل لتسوية سلمية نهائية -على ثلاث مراحل- من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. تضع خريطة الطريق تصورا لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية العام 2004، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، سيتعين على الفلسطينيين العمل من أجل قمع "المتشددين". أماإسرائيل سيتعين عليها الانسحاب من المدن الفلسطينية وتجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.[38]

انتفاضة الأقصى:

هي عملية تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزةمنذ يوم 27 ديسمبر 2008م كما تقول ردا على إطلاق  صواريخ "قسام" على يد عناصر من منظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. تعتبر هذه العملية أكبر مذبحة يتم ارتكابها من قبل الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ حرب 67، بدأت هذه العملية يوم السبتالموافق 27 ديسمبر 2008 في ساعة الذروة وبلغ عدد الضحايا من الفلسطينيين خلال 22 يوماً 13055 قتيل وأكثر من 5400 جريح من بينهم ما نسبته 46% من الأطفال والنساء.[41]

الحلول المقترحة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي:

حل الدولتين:

دولة فلسطين هي الدولة التي تطالب بإنشائها الجهة الفلسطينية الرسمية على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهو الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب الدولة الإسرائيلية الحالية. على الرغم من إعلان قيام الدولة الفلسطينية في عام 1988 في الجزائر، إلا أن الإعلان قد تم من طرف واحد دون أن يكون لذلك تداعيات عملية على أرض الواقع.

حل الدولة الواحدة:

حل الدولة الواحدة هو حل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي، وهو المقابل لمحاولات تتمحور حول حل الدولتين والذي يحظى بتأييد معظم الدول. يدعو أنصار  حل الدولة الواحدة إلى إنشاء دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية، وبينما يتبنى البعض هذا التوجه لأسباب أيدولوجية، فإن البعض الآخر يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا للأمر الواقع القائم على الأرض.

قضية فلسطين2


حكم المسلمون القدس وفلسطين ما يقارب1200 سنة.

في عام 1900 ميلادي: كان معظم سكان فلسطين من المسلمين (86%) ثم يليهم المسيحيون (144%) ثم اليهود (55%).نسبة ما ملكه اليهود (بطرق شرعية وغير شرعية) عام 1923 لم تتكن تتجاوز 3%. لقرون عديدة لم يكن هناك مشكلة في فلسطين بل تعايش فيها الجميع بسلام.

1900-1800: تصاعدت القومية الأوروبية وزاد اضطهاد الأوروبيين لليهود. وبدأ اليهود بالهجرةإلى أي مناطق لا يضطهدون فيها.

1896: ألف الصحفي اليهودي “هيرتزل” زعيم الصهيونية كتاب يدعو فيه لإقامة وطن يجمع فيه اليهود المتفرقين واقترح فلسطين أو الأرجنتين. وأقيمت مؤتمرات يهودية لجمع التبرعات ودعم الحركة الصهيونية وتم الاتفاق على الهجرة المنظمة إلى فلسطين.

بداية 1900: ضعفت الدولة العثمانية المسلمةالتي كانت تحكم فلسطين وقويت شوكة بريطانيا في المنطقة.

1917: بانتهاء الحرب العالمية الأولى تقاسمت بريطانيا وفرنسا بلاد الشام وأخذت بريطانيا فلسطين. 

1917: أعطت بريطانيا وعد بلفور (الذي كان سرياً في بادئ الامر) إلى اليهود. ويقتضي هذا الوعد أن تساعد بريطانيا اليهود أن يقيموا وطناً قومياً لهم في فلسطين وهذا طبعاً يشمل تسهيل الهجرات الكبيرة لهم ودعمم في تملك الأراضي والتجارة والصناعة في فلسطين. 

1931: بعد الهجرات الضخمة أصبحت نسبة اليهود في فلسطين 177%

1947: نسبة اليهود في فلسطين أصبحت 31%ويملكون أقل من 7% من فلسطين (بطرق شرعية وغير شرعية).

1948: خرجت بريطانيا من فلسطين وقامت حرب بين العصابات اليهود من جهة وبين الفلسطينيين والجيوش العربية المجاورة (نكبة 48) فازت بها العصابات اليهودية واحتلوا 78% من أرض فلسطين وأقاموا عليها دولة الاحتلال (إسرائيل). بقيت الضفة الغربية تحت سيطرة القوات الأردنية وبقي قطاع غزة تحت سيطرة القوات المصرية.

1948: احتل الصهاينة  الجزء الغربي من مدينة القدس بينما ظل الجزء الشرقي بيد القوات الأردنية (والذي فيه المسجد الأقصى).

1967: شن الاحتلال الصهيوني حرباً على باقي فلسطين ودول الجوار (حرب النكسة) واحتل باقي فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) واحتل سيناء من مصر والجولان من سورياومزارع شبعا من لبنان.

حرب أكتوبر (1973): قامت مصر وسوريا بحرب على الكيان الصهيوني حطموا بها خطوط الدفاع الإسرائيلية بأول الحرب ثم مالت كفة الحرب إلى جيش الاحتلال ولم يستعيدوا أي من الأراضي المحتلة.

1982-1978: احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان وأصبح لهم جيش عميل في الجنوب.

1979-1978: عقدت مصر اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني وعادت سيناء إلى مصر ولكن منقوصة السيادة

1987: قامت الانتفاضة الفلسطينية الأولىالمعروفة باسم انتفاضة الحجارة حيث شارك بها جل الشعب الفلسطيني من رجال ونساء أطفال.

1993: وقعت منظمة التحرير الفلسطينة بقيادة فتح على اتفاقية سلام مع دولة الاحتلالواعترفت بدولة إسرائيل على أراضي 48. فبهذا الاعتراف تكون قد تخلت عن تحرير 78% من أرض فلسطين.

1994: وقعت الأردن اتفاقية سلام مع دولة  الاحتلال.

2000: تحت ضغط المقاومة في جنوب لبنان (حزب الله) قام العدو الصهيوني بانسحاب أحادي من جنوب لبنان باستثناء مزارع شبعا حيث بقيت بيد الاحتلال حتى اليوم.

2000: قامت الانتفاضة الفلسطينية الثانيةالمعروفة باسم انتفاضة الأقصى إثر دخول شاورن المسجد الأقصى.

2005: تحت ضغط المقاومة في قطاع غزة قام الاحتلال الصهيوني بانسحاب أحادي وأخلى قطاع غزة من المستوطنات اليهودية.

2006: بعد مقاطعة دامت 10 سنواتدخلت حماس الانتخابات التشريعية لأول مرة وفازت بهاولكن قاطعها العالم ولم يعترف بها وبدأ حصار غزة.

2006: قام العدو الصهيوني بشن حرب على لبنان(حرب تموز) وخصوصاً جنوبه بهدف إخماد المقاومة متمثلة بحزب الله ولكنها لم تنجح بذلك.

2007: بالرغم من فوز حماس بالانتخابات إلا أن كوادر السلطة الوطنية لم تتعاون مع السلطة الجديدة وبدأ العملاء بالاستعداد للانقلاب على حكومة حماس في قطاع غزة فقامت حماس بتسلم زمام الأمور بالقوة في قطاع غزة. ثم قام الكيان الصهيوني بشد الخناق على قطاع غزةواشتد الحصار الكلي لمليون ونصف من السكان على مرأى ومسمع من العالم. ولم يفك الحصار – إلا جزئياً – حتى معركة العصف المأكول في 20144.

2009-2008: قام الاحتلال الصهيوني بشن حرب على قطاع غزة (معركة الفرقان) بهدف إخماد حماس ولكنها لم تنجح بذلك.

2011: قامت ثورات الربيع العربي في العالم  العربي ورغم المعوقات والحركات المضادة لهذه الثورات إن شاء الله ستكون الثورات في الدول المجاورة لفلسطين (سوريا ومصر) لها تأثير إيجابي على قضية فلسطين.

2014: قام العدو الصهيوني بشن حرب على قطاع غزة (معركة العصف المأكول) بهدف إخماد حماس ولكنه  لم ينجح وردت حماس وفصائل المقاومة بقصف مدن غلاف غزة بل والمدن الأبعد مثل تل أبيب وحيفا. وتم توقيع وقف إطلاق النار وفك جزئي من الحصار على غزة مما اعتبر نصراً للمقاومة.

 

قضية فلسطين

القضية الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي : مصطلح يشار به إلى الخلاف السياسي والتاريخي والمشكلة الإنسانية في فلسطين بدءاً من عام 1897 (المؤتمر الصهيوني الأول) وحتى الوقت الحالي. وهي تعتبر جزءاً جوهرياً من الصراع العربي الإسرائيلي، وما نتج عنه من أزمات وحروب في منطقة الشرق الأوسط.

يرتبط هذا النزاع بشكل جذري بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى في أحداث المنطقة. كما تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين وشرعيةدولة إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية بعدة مراحل.  وما نتج عن ذلك من ارتكابها للمجازر بحق الفلسطينيين وعمليات المقاومة ضد الدولة العبرية، وصدور قرارات كثيرة للأمم المتحدة، كان بعضها تاريخيا؛ كالقرار رقم 194 والقرار رقم 242.

يُعتبر هذا النزاع، من قبل الكثير من المحللين والسياسيين القضية المركزية في الصراع العربي الإسرائيلي وسبب أزمة  هذه المنطقة وتوترها. بالرغم من أن هذا النزاع يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبياً، إلا أنه يحظى باهتمام سياسي وإعلامي كبير نظراً لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه وغالباً ما تكون الدول العظمى في العالم منخرطة فيه نظراً لتمركزه في منطقة حساسة من العالم وارتباطه بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات العالم المعاصر، مثل الصراع بين الشرق والغرب، علاقة الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام فيما بينها، علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول الغربية، أهمية وحساسية القضية اليهودية في الحضارة الغربية خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست اليهودي وقضايا معاداة السامية وقوى ضغط اللوبيات اليهودية في العالم الغربي.  على الصعيد العربي يعتبر الكثير من المفكرين والمنظرين العرب وحتى السياسيين أن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي القضية والأزمة المركزية في المنطقة وكثيراً ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية وقضايا الأنظمة الشمولية وضعف الديمقراطية في الوطن العربي.

مرحلة ما قبل الانتداب البريطاني:

يرى البعض أن أطماع اليهود الغربيين في العصر الحديث في الأراضي الفلسطينية بدأت منذ عام 1530 م عندما حاول اليهودي الايطالي يوسف ناسي الذي كان يعتبر أغنى  رجل في العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرون فيها من الاضطهاد الذي يتعرضون له في الغرب.

ظهور الحركة الصهيونية والمقاومة :

بدأ اليهود الغربيون في ثمانينيات القرن التاسع عشر ، بتبني نظريات جديدة في استعمار الأراضي الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية بالسيطرة المسلحة. وقد كان من أكبر المتبنين لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التي قالت: «إن اليوم الذي نبني فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا».

في أواسط 1880، قامت الحركة الصهيونية في أوروبا بتكوين مجموعة "عشاق صهيون" (المؤتمر الصهيوني الأول كان في بازل عام 1897). طالبت هذه الحركة بإقامة دولة خاصة باليهود، ورأى العديد من الصهاينة أن موقع هذه الدولة يجب أن يكون في مكان الدولة التاريخية اليهودية، المنطقة التي تعرف باسم فلسطين. كانت فلسطين حينئذ جزءاً من الدوله العثمانيه وتحظى بحكم محلي (ولاية)،  وكانت المنطقة مأهولة بالفلسطينيين العرب بشكل رئيسي (ظل اليهود يشكلون نسبة أقل من 8% حتى عام1920).

لاقى هذا المشروع الصهيوني غضباً شعبياً عم كل فلسطين، ورفضاً قاطعاً من كل الشخصيات السياسية آنذاك، كان من بينهم مفتي القدس أمين الحسيني وعز الدين القسام ولاحقاً عبدالقادر الحسيني، وزعماء سياسيين ودينيين وعسكريين آخرين، وكانت هذه هي بدايات نشوء المقاومة الشعبية في فلسطين. فيما تباينت مواقف الشخصيات العربية والحكام العرب في تعاملهم مع هذا المشروع فمنهم من أيد الفلسطينيين في تحقيق مصيرهم ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من مد يده لزعماء الحركة الصهيونية من أجل نيل رضى الحكومة البريطانية، مثل الامير فيصل بن الحسين الذي التقى حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، وغيره.

أما بالنسبة للدول الغربية فقد رحبت بالمشروع الصهيوني في فلسطين، فتلقى المشروع دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً من دول كبرى مثل بريطانيا والوليات المتحده وفرنسا والتي رأت في كون الدولة العبرية التي يطمح الصهاينة لإنشائها في فلسطين، حماية لمصالحها في المنطقة.

الثورة العربية الكبرى:

أعلن الشريف حسين بن علي الثورة ضد الاتراك باسم العرب  جميعاً. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين حسين وقادة الجمعيات العربية في بلاد الشام والعراق في ميثاق قومي عربي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة  عربية متحدة قوية، وكانت فلسطين من ضمن المناطق المكونة لهذه الدولة العتيدة. وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (19155) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الاتراك . ونشرت جريدة "القبلة" بيانا رسمياً برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداءً من (9 شعبان 1335 الموافق 10 حزيران/يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة. إلا أن بريطانيا نقضت عهدها للعرب، وتمت المصادقة على اتفاقية سايكس بيكو ومن ثم وعد بلفور لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين ، وفصل الأخيرة عن محيطها العربي.

اتفاقية سايكس بيكو:

تم في عام 1916 عقد تفاهم سري بين فرنسا وبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام الجزء الشمالي من الأراضي العربية (العراق وبلاد الشام) بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في المشرق العربي بعد انهيار الدوله العثمانيه ، المسيطرة على هذه المنطقة، جراء هزيمتها في الحرب العالميه الاولى.

تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية (عدا صحراء النقب)، يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا مقابل حرية استخدام بريطانيا لميناء اسكندرون السوري  الواقع تحت الوصاية الفرنسية.

لاحقاً، وتخفيفاً للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور ، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة  أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجدداً في مؤتمر سان ريمو  عام 1920. بعدها، أقر مجلس عصبت الامم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران 19222.

وعد بلفور:

لقد تبنت انجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً  لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.

كانت هناك مصالح مشتركة ذات بعد إستراتيجي، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد. فوجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد، وقامت بتوفير الحماية لهم والمساعدة اللازمة. فما كان من وزير خارجية إنجلترا ارثر جيمس بلفور إلا أن أصدر وعداً باسم ملك بريطانيا لزعماء الحركة الصحيونيه في 2 نوفمبر عام 1917 بتأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

لقي هذا الإعلان معارضة العرب، الذين خدعتهم بريطانيا عندما وعدتهم بالاستقلال إذا وقف العرب بجانبها ضد العثمانيين.

اتفاقية فيصل وايزمان:

في 3 /1 /1919 وقعت اتفاقية فيصل وايزمان من قبل الامير فيصل ابن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمه الصهيونيه العالميه في مؤتمر باريس للسلام سنة 1919م يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء وطن فيفلسطين والإقرار بوعد بلفور.

مرحلة الانتداب البريطاني:

سيطر الجيش البريطاني في عام 1917 على فلسطين وشرق الأردن بمساعدة الثورة العربية بقيادة الشريف حسين (التي كانت تسعى إلى استقلال ووحدة الولايات العربية بناء على مراسلات حسين-مكماهون)، وتم تطبيق معاهدة سايكس بيكو وخضعت الأردن وفلسطين للانتداب  البريطاني. وفي نفس العام، أرسل آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني رسالة إلى البارون ليونيب وولتر دي روتشيلد، يتعهد فيها بتأييد بريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مع ملاحظة أن لا يؤدي ذلك إلى المس بالحقوق المدنية والدينية لغير اليهود في فلسطين، وهو ما عرف فيما بعد بوعد بلفور.

الهجرة اليهودية:

حسب الإحصائيات الرسمية، هاجر 367845 شخصا (من اليهود وغير اليهود) إلى فلسطين منذ نهاية القرن التاسع عشر، منهم 333044 هاجروا من الناحية القانونية بين 1920 و1945. كذلك هاجر ما بين 50000 و60000 من اليهود، وعدد قليل من غير اليهود، بطريقة غير قانونية خلال هذه الفترة. أدت الهجرة لمعظم الزيادة في عدد السكان اليهود، في حين أن غير اليهود أتت الزيادة إلى حد كبير الزيادة السكانية الطبيعية. لا توجد معطيات وثيقة بشأن الهجرة إلى فلسطين من البلدان العربية.

بدأت بريطانيا بالتعامل بحذر مع الطرفين العربي واليهودي ولكن بحجة معاداة السامية في أوروبا التي نمت خلال  أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كان نتيجتها أن الهجرة اليهودية (ومعظمها من أوروبا) إلى فلسطين بدأت على زيادة ملحوظة، مما خلق الكثير من الاستياء العربي. مما أدى لوضع الحكومة البريطانية قيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين حيث أصدرت الكتاب الأبيض لوقف وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين. هذه الحصص مثيرة للجدل، ولا سيما في السنوات الأخيرة من الحكم البريطاني. وقد تنامى الشعور في العديد من الدول العربية لمقاتلة البريطانيين وبعض المنظمات اليهودية التي هاجمت السكان العرب ردا على الهجمات على الجماعات اليهودية. اعتمد اليهود من ناحية عسكرية على منظمة "الهاجاناه" التي كانت ميليشيا شبه سرية تعاونت مع السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم قاتلت البريطانيين والعرب عشية إلغاء الانتداب. في تلك الفترة نشطت أيضا منظمات يهودية أكثر تطرفا مثل "إرجون" و"مجموعة شتيرن" ("ليحي") التي قامت بعمليات إرهابية وشنت حملة عنيفة ضد الأهداف العربية والبريطانية.

الثورة الفلسطينية الكبرى:
ثورة عام 1936.

هي من أضخم الثورات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، كثورة عام 1920، 1921 وثورة البراق عام 1929. استمرت ثلاث سنين متواصلة ابتداء من عام 1936 - 1939 اثر وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية فيجنين. أعلن بعدها الإضراب العام الذي ضم معظم المدن العربية الفلسطينية.


الحركة الإسلامية في فلسطين:

يضم الاتجاه الإسلامي في الفصائل الفلسطينية فصيلان رئيسيان، هما حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وحركة المقاومه الفلسطينيه (حماس). كانت نشأة حركة الجهاد الإسلامي ثمرة حوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية أواخر السبعينات وقادته مجموعة من الشباب الفلسطيني أثناء وجودهم للدارسة الجامعية في مصر ، وكان على رأسهم مؤسس الحركة فتحي الشقاقي . نتيجة للحالة التي كانت تعيشها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت من إهمال للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للعالم الإسلامي والحالة التي عاشتها الحركة الوطنية من إهمال الجانب الإسلامي لقضية فلسطين وعزلها عنه، تقدمت حركة الجهاد الإسلامي كفكرة وكمشروع في ذهن مؤسسها حلاً لهذا الإشكال.

في أوائل الثمانينات وبعد عودة الدكتور الشقاقي وعدد آخر من السياسيين إلى فلسطين تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد وبدأ التنظيم لخوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني بجانب الجهاد المسلح ضد اسرائيل، كحل وحيد لتحرير فلسطين.

أما بالنسبة لحركة حماس فأعلن عن تأسيسها الشيخ احمد ياسين في ديسمبر 19877، حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة حماعة الاخوان المسلمين العاملين في الساحةالفلسطينيه، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة.

أصدرت حماس بيانها الأول عام 1987 إبان الانتفاضه الفلسطينيه التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى1994، لكن وجود التيار الإسلامي في فلسطين له مسميات أخرى ترجع إلى ما قبل عام 1948 حيث تعتبر حماس نفسها امتدادا لجماعة الاخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928. وقبلا إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي".

انتفاضة الحجارة:

ساهمت منظمة التحرير الفلسطينيه مع غيرها من فصائل المقاومة الأخرى في انتفاضة 1987 التي أعادت القضية  الفلسطينية إلى الأجندة العالمية من جديد بعد سنوات من الإهمال السياسي. وكان من أهم نتائج هذه الانتفاضة إضافة إلى الخسائر المادية التي ألحقتها باسرائيل أن أزالت  الخوف من صدور الشباب الفلسطيني وأعادت خيار المقاومة المسلحة إلى صدارة الحلول المطروحة لحل المشكلة الفلسطينية.

إرهاصات تلك الانتفاضة كانت كثيرة ومتراكمة، لكن شرارة الانطلاق كانت في 8 ديسمبر 1987 حينما أقدمت آلية عسكرية اسرائيليه على دهس مجموعة من العمال  الفلسطينيين أمام حاجر بيت حانون (إيرز) بصورة متعمدة، فاستشهد اثر هذا الحادث 5 وأصيب 7، جميعهم من مخيم جباليا للاجئين (أكثر مخيمات غزة ازدحاما بالسكان)،  فكانت ثورة الغضب التي سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، خصوصا في اليوم التالي، عقب تشييع جثامين الشهداء، وما هي إلا ساعات حتى امتدت الشرارة إلى مدن ومخيمات الضفة الغربية، فخرجت المظاهرات الغاضبة من كل مكان، وسط ذهول وصدمة سيطرت على إسرائيل، فاضطر رئيس وزرائها في ذلك الحين اسحاق شامير لقطع زيارة خارجية كان يقوم بها، لكي يقف على  حقيقة ما يجري، والتطور الكبير الذي لم يكن في الحسبان.