السبت، 26 أبريل 2014

البطالة وطرق علاجها
الإنسان كل ما يأتي يوم يتقدم في العلم والمعرفة وكل يوم تزداد المعارف والاكتشافات ولكن هذه العلوم والاكتشافات يقابلها جانب آخر وهو نوع من المشاكل وهو الذي يبتلي بها كل عصر وفي عصرنا هذا نعاني كثيرا من أمر مهم لا يمكن التغافل عنه وهي البطالة
والبطالة مشكلة اقتصادية واجتماعيه وإنسانيه لها عواقب خطيرة لان تأثيرها يتجاوز الفرد والأسرة ليشل المجتمع وكما نعرف إن البطالة هي إحدى اخطر المشكلات التي تواجه الدول العربية حيث توجد بها أعلى معدلات البطالة في العالم
وحسب تقرير لمجلس الوحدة ألاقتصاديه التابع لجامعة الدول العربية الصادر عام 2004  قدرت نسبة البطالة في الدول العربية مابين     20 إلى 15 % , ومن المتوقع إن تزيد نسبة البطالة 3 % سنويا ,    وفي عام 2010 بلغ عدد العاطلين إلى 25 مليون عاطل .
وما يجعل هذه القضية من اكبر التحديات يؤكد تقرير منظمة العمل العربية انه لم تعد هناك دول عربية محصنة ضد البطالة كما كان يعتقد قبل سنوات وبخاصة في دول الخليج العربي وحيث بلغ معدل البطالة في السعودية 15% .
ويرى الخبراء إن الحل ليس سهلا ويحتاج لعلاج من جذور المشكلة , ومن هذه الحلول تشجيع الاستثمارات التي تؤدي إلى زيادة المصانع والمشروعات مما يزيد في فرص العمل , والاهتمام بتحسين النظام التعليمي مما يوفر العمالة الماهرة المدربة وتشجيع المشروعات الصغيرة الصناعية والزراعية ودعمها من قبل الدولة لتشجيع الشباب على الإقبال على هذه المجالات الجديدة , وتشجيع العمل الحر.
وعلى الجانب الأخر يرى الشباب الذي يعاني من تلك المشكلة إن الحل يتمثل في أكثر من شكل : مثل توفير فرص عمل جديدة للشباب , وتشجيع السفر إلى الخارج لبحث عن فرص عمل , وتشجيع الاستثمار الذي سيؤدي إلى نمو فرص العمالة , وتخفيض الأجر لبعض الموظفين ذوي الرواتب العالية والتي لا تتناسب تماما مع مجهوداتهم وبذلك سينعكس ذلك على زيادة في الميزانية تؤدي بدورها إلى زيادة في توفير فرص العمل .
وقد لا تكون هذه جميع الحلول لكنها تسهم بشكل كبير لحل مشكلة البطالة .
وأخيرا أرى إن لكل مواطن حقوق وعلية واجبات , فحقه إن يوفر له وطنه العمل والعيش الكريم
إما واجباته فيمكن إن نلخصها في حبه لوطنه وان يكون مستعدا للتضحية في سبيله والدفاع عنه وعند ذلك تتم شريعة العدل بين الوطن والمواطن .


الأحد، 6 أبريل 2014

مقالات اعجبتني :
بسم الله الرحمن الرحيم

الكاتب : فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي الحربي هو كاتب سعودي صاحب عامود حول العالم في جريدة الرياض. بدأ كتابة المقالة في جريدة المدينة، وفي 17 أغسطس 1991م نشر أول مقال له بعنوان "انفجار سيبيريا"[1] قبل أن ينتقل إلي جريدة الرياض وينشر أول مقال له في 21 سبتمبر 2000م,[2] ولا يزال كاتباً يومياً في جريدة الرياض.[3]
                               
حياته :
ولد فهد عام 1966م، في المدينة المنورة في حي العطن الشعبي المناهز للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. [3] نشأ في منزل جدته لأمه والتي تنتمي لأسرة الصقعبي من سبيع في البدائع، مما دفع من حوله مبكرا إلى مناداته "فهد الصقعبي" إثر التصاقه بجدته وولعه بها. زوجته طبيبة أطفال وله من الأبناء 3 أولاد وبنتان.[4]
كان مولعاً بالقراءة منذ بداياته، وكان لا يفارق الكتب حتى أنه كان يضع كتاباً ثقافياً في بطن الكتاب المدرسي ليتظاهر أمام أهله بالمذاكرة. التحق بعدة جامعات في تخصصات مختلفة. ولكنه لم يحصل على البكالوريوس. وكان يقضي وقتاً طويلاً في مكتبة الجامعة.
وقد ذكر بأنه مُصاب بمرض البيلومينيا (هوس الكتب)، وهو مرض لا يتمنى أن يُشفى منه على حد قوله، بل ويتمنى أن يُصاب المجتمع بنفس المرض.[5]
تعليمه :
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهداء في المدينة المنورة, ثم المرحلة المتوسطة في مدرسة ابن خلدون بالمدينة المنورة ثم المرحلة الثانوية، ودرس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، تخصص (جيولوجيا) ثم تحوّل إلى (الحاسب الآلي)، ثم ترك الجامعة دون الحصول على شهادة البكالوريوس.[6]
ثم أنتقل للدراسة في جامعة هاملن في مانيسوتا الأمريكية، ولكنه لم يكمل دراسته وعاد.[6]، وقد اعتبر الثمان سنوات التي قضاها في الدراسة في الجامعات مضيعة لوقته.
كما أنه أكد تحدثه بـ 10 لغات منها : الإنجليزية بشكل أساسي، و9 لغات أخرى يتذكر أجزاءً لا بأس منها أثناء تعلمها، مُعتبرًا أن احتكاكه بزوار الحرم المدني الشريف هو السبب الذي أكسبه اللغات التي يتحدث بها.[6]

مقالاته وكتبه :
كتب أكثر من 6000 مقال،واصدر في عام 1418هـ – 1997م كتاباً بعنوان الزاوية يتضمن 100 مقال من مقالته، كما صدر له كتاب "حول العالم 1" من دار طويق للنشر، وينوي إصدار أجزاء جديدة مستقبلاً. حيث يحتوي كل كتاب من كتبه "حول العالم" 78 مواضيع مُختلفة، وكل موضوع يحتوي على 7 مقالات تخص الموضوع الأساسي.[6]
كما أنه يُعتبر الكاتب الأعلى أجرًا على مستوى الكتاب السعوديين حاليًا.[6]

( مقالاته )

1-    السعودية بين عامي 2000و 2007 ::
فهد عامر الأحمدي
في هذا اليوم (الأول من العام الجديد 2007) تُغلق الدفاتر الاقتصادية ، وتُعتمد الإحصائيات العالمية ، وتكتمل الأرقام المحلية ، وتترسخ الأعوام الماضية بصورة يصعب تغييرها ..
ولأن الأرقام لا تكذب - ولا تعرف المجاملة أو المبالغة - فكرت بهذه المناسبة عمل مقارنة بين حال السعودية قبل ست سنوات (بنهاية عام 2000) وحالها اليوم (بنهاية عام 2006) ..

ورغم أنها فترة بسيطة في عمر الدول إلا أنها شهدت متغيرات محلية واقتصادية كثيرة تتضح من خلال المقارنة بين كلا العامين .. ففي عام 2000مثلا :

@ بلغ عدد السكان لدينا 20مليون نسمة.

@ كان 41% منهم تحت سن ال 15سنة.

@ و 3% منهم فوق سن ال 60سنة.

@ وبلغ معدل الخصوبة 5.8ولادات لكل امرأة.

@ ومعدل التوازن بين الجنسين 100امرأة لكل 123رجلاً.

@ في حين بلغ متوسط العمر للرجال 70عاما وللنساء 73عاماً

@ وشكل سكان الحضر أو المدن 85% من مجمل السكان.

@ وبلغ الناتج المحلي 483بليون ريال ( أو 143بليون دولار).

@وكان متوسط دخل الفرد 26ألف ريال في العام ( 6.910دولارات) .

@ ومتوسط التضخم (خلال العشر سنوات السابقة) 1.2%.

@ووصلت نسبة القادرين على القراءة والكتابة (
Literacy) الى 73.4% من عدد البالغين.

@وفي ذلك الوقت امتلك ( كل 100مواطن) 14هاتفا ثابتا و 3هواتف جوالة و 5كمبيوترات.

@ وبوجه عام احتلت السعودية المركز 74(من بين 177دولة) في سلم التنمية البشرية الذي يقيس متوسط العمر ومستوى التعليم ووفرة الخدمات المقدمة للمواطن !

..... وبعد ست سنوات (وتحديدا بنهاية 2006) تغيرت الأرقام السابقة على النحو التالي :

@ارتفع عدد السكان الى 25مليون نسمة.

@كان 37.3% منهم تحت سن ال 15سنة.

@و 4% منهم فوق سن ال 60سنة.

@ومعدل الخصوبة 4.1ولادات (بدل 5 لكل امرأة.

@ومعدل التوازن بين الجنسين 100امرأة لكل 117رجلاً (بدل 123رجلاً في عام 2000) .

@في حين وصل متوسط العمر للرجال 71عاما وللنساء 75عاماً.

@ وشكل سكان المدن 88.5% من مجمل السكان.

@وبلغ الناتج المحلي 1.3تريليون ريال (بدل 483بليون ريال عام 2000).

@وارتفع متوسط دخل الفرد الى 58.5ألف ريال في العام ( 15.6ألف دولار).

@وانخفض متوسط التضخم (من 2000حتى 2005) الى 0.1% فقط.

@ووصلت نسبة القادرين على القراءة والكتابة (
Literacy) إلى 79.4% من عدد البالغين.

@واليوم يمتلك (كل 100مواطن) 15هاتفا ثابتا و 37هاتف جوال و 34كمبيوتراً !

@ فيما تحتل السعودية المركز 77(من بين 177دولة) في سلم التنمية البشرية ..!

.. من خلال هذه المقارنة الزمنية نكتشف حقائق ايجابية وأخرى سلبية يصعب إنكارها ؛ فنحن مثلا حققنا تقدما جيدا بخصوص دخل المواطن وخفض نسبة الأمية وارتفاع متوسط العمر وتضاعف الناتج المحلي .. ومع هذا تراجعنا 3درجات في سلم التنمية الدولية ، وانخفضت لدينا نسبة الخصوبة مقابل ارتفاع عدد المسنين ، في حين ازدادت نسبة سكان المدن واستمرت الهجرة من الأرياف والقرى (لضعف الخدمات وسبل تحصيل الرزق) !

.. ورغم أنني تجاهلت أرقاماً أخرى مهمة بسبب ضيق المساحة (مثل وفرة المقاعد الدراسية ، ومعدل وفيات الرضع ، ومرونة المناخ الاستثماري ...) إلا أنني أخبركم بصدق أن أغلبها يسير بشكل إيجابي ومطمئن ..

المهم فعلا هو أن نحافظ على نفس الاندفاع والزخم ونتحاشى السكون والغفوة ... وتقلبات أسواق النفط !!
                                                                 

2-    اليابان.. ورشة العالم المغلقة ::



فهد عامر الأحمدي
رغم انشغال العالم بالازدهار الصيني هذه الأيام؛ إلا أن الانتشار التجاري لليابانيين يظل واحداً من أروع القصص في التاريخ؛ ففي أقل من ثلاثين عاماً حقق اليابانيون امبراطورية اقتصادية عالمية أقوى من التي طورها اليهود خلال ألفي عام واكثر انتشاراً من الانجليز إبّان الحقبة الاستعمارية أو من الشتات الصيني هذه الأيام..
ومايدهشني شخصيا أن اليابانيين تمكنوا من الجمع بمهارة بين نقيضين ( الانفتاح على الخارج/ والتقوقع على الداخل).. وهذه الحقيقة تبدو جلية من خلال مهارتهم في بيع السلع للامم الأخرى وفي المقابل قفل أسواقهم المحلية أمام البضائع الاجنبية (ليس من خلال قرارات رسمية بل من خلال حواجز ثقافية تبعد المواطن العادي عن المنتجات الأجنبية).. والسر في هذه الازدواجية يعود إلى الثقافة والتربية اليابانية التي تشجع على الانغلاق والتشكيك في الاعراق الاخرى/ وفي نفس الوقت التأكيد على "الانتشار الدولي" كضرورة تفرضها حاجتهم للموارد والخامات الطبيعية!

وهذه الحقيقة يغذيها شعور بالتفرد تراكم بفعل قرون من الانعزال التام والاصالة العرقية (فاليابانيون بعكس معظم الشعوب ينحدرون من قبيلة واحدة نقية تدعى ياماتو) . فإن كان اليهود يعتبرون انفسهم شعب الله المختار فإن اليابانيين يفوقونهم في هذا الصلف ويعتقدون انهم خلقوا من ضوء الشمس (وحتى الحرب العالمية الثانية كان الامبراطور يعتبر شيئاً مقدساً ويمثل في عرف الناس قمة النقاء ولايجوز النظر إليه مباشرة) ..

ويمكن القول إن اليابانيين لم يدركوا اهمية التوسع الخارجي الا بعد عصر الامبراطور "ميجي" ( 1868- 1912) حيث انغلقوا على انفسهم قبل ذلك لأربعة قرون . ولكن بعد ادراكهم ان التجارة العالمية هي الهواء الذي يعتاشون به استطاعوا بمهارة (على عكس اليهود في الماضي والأمريكان في الحاضر) تحقيق مكاسبهم العالمية دون اختلاط وثيق مع الشعوب الاخرى ...

وهذه الحقيقة قد تبدو مناقضة للواقع كون المؤسسات والمصانع اليابانية حققت اختراقاً واسعاً في كل مكان حول العالم؛ ولكن الحقيقة هي أن حتى المؤسسات والمصانع اليابانية (في الخارج) تبدو مغلقة ومتماسكة من الداخل بحيث لا يمكن لأي اجنبي اختراقها او تولي منصب حساس فيها.. وفي المقابل تبدو الأسواق اليابانية مغلقة حتى امام اكثر السلع جودة ورخصا . ويعود السر إلى المواطن اليابانى نفسه الذي لا يقبل كثيرا على المنتجات الاجنبية ولا يفضل "المستورد" على صناعته المحلية - الامر الذى اثار دائما حيرة واحباط الموزعين الأجانب.. وفي عقدي الثمانينات والتسعينات بدأت بعض الحكومات الغربية بمعاملة اليابانيين بالمثل في محاولة لتعديل العجز التجاري معها.. فالولايات المتحدة مثلا هددت أكثر من مرة بفرض ضرائب مضاعفة على البضائع اليابانية، في حين تبنت فرنسا قرارا بأن لاتزيد الصادرات اليابانية إليها عن 3%، اما بريطانيا فالتزمت الهدوء بعد ان نقلت إليها اليابان عشرات المصانع الامر الذي حولها - حسب التعبير الفرنسي - إلى ورشة عمل يابانية !

المدهش فعلاً أن حتى اتفاقية الجات وقوانين العولمة لم تفلح في تعديل ميزان اليابان التجاري مع بقية دول العالم.. وفي حين انشغل العالم هذه الأيام بالسلع الصينية الرخيصة عمل اليابانيون بصمت على تصدر المصانع نفسها للدول المستهلكة متجاوزين بذلك قوانين العولمة واتفاقيات الجات !

... ذكروني.. كم وصل سعر البرميل اليوم !؟

-------------------------

3-    ركبتي والطقس ::

فهد عامر الأحمدي
لفترة طويلة ظننت انني اتمتع بركبة عجيبة فريدة .. ففي سن المراهقة نما فوق ساقي اليسرى ورم عظمي (من نوع ممنوع الاقتراب أو اللمس) اصبح بسرعة حساساً لأحوال الطقس .. فالبرد يؤثر فيه ويؤلم، والحر يريحه ويسكن، والرطوبة تثير الرغبة في حكة و"هرشة" !!!
ورغم أن الأمور تحسنت منذ فترة طويلة إلا أن ما ظننته فريداً وغريباً اتضح انه عام ومعروف. فنحن - بطريقة أو بأخرى - حساسون لتقلبات الطقس ونتفاعل بصورة خفية مع الأحوال الجوية. فبعضنا يصبح كثير الغضب أو الفرح إن هبط ضغط الجو أو ارتفع. وكثير من الناس - علموا بذلك ام لم يعلموا - تتنبأ اجسادهم بحالة الطقس خارج المنزل وهم مايزالون في فراشهم ..

وفي العام المنصرم فقط اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا غريبا من 2000صفحة يتحدث عن علاقة المناخ بنشوء وتوزع الامراض حول العالم. وقبل ذلك بفترة طويلة اشار عالم المناخ الامريكي "وليم بترسن" إلى علاقة المظاهر الحيوية في اجسادنا بحالة المناخ وتقلبات الطقس. ومما جاء في كتابه (المرض والطقس) "ان الأحوال المناخية الثابتة تجعل اجسادنا تنمو بكسل وبلادة في حين تعمل التغيرات الفجائية على اضعاف المناعة ومفاقمة الأمراض" ..

واليوم اصبحت هذه العلاقة شائعة ومفهومة ولاتثير اعتراض احد .. ولو فكرنا بأخذ جولة حول العالم لتوثيق هذه العلاقة فسنجد أن اقدم الدراسات الاوروبية تشير إلى وجود علاقة بين كثافة العظام ومتوسط درجة الحرارة (حيث صلابة العظام في العرق الأسود تزيد بنسبة العُـشر عن الشعوب البيضاء في شمال اوروبا) !!

@ وفي اليابان واسبانيا توصلت دراستان منفصلتان إلى ان حالات الربو تنخفض وتزداد بحسب هبوب رياح وملوثات جوية محددة .. أما رياح شينوك الامريكية فتضاعف حالات الربو في المناطق التي تمر بها ...

@ والرياح التي يسميها علماء الطقس كاتاباتيك ( القادمة من المناطق الجبلية وتزداد جفافا وسخونة كلما هبطت أكثر) فتسبب في روسيا ارتفاع معدل السكتات الدماغية وفي ايطاليا ارتفاع النوبات القلبية ..

@ وفي السويد اكتشف العلماء ان ألم الاسنان والتهاب المفاصل يزداد بعد ثلاثة ايام فقط من انخفاض الضغط وتغير درجة الحرارة!!!

@ وحين هبت رياح النينو الحارة على جنوب وغرب امريكا عام 1993سببت انتشار فيروس الهاناتا الخطر مما نجم عنه وفاة 124شخصا!

@ وكانت مجلة "الارض" قد اشارت إلى ان انتشار مرض الكوليرا في امريكا اللاتينية عام 1997كان سببه الاساسي ازدهار قشريات "مجدافيات الارجل" على شواطئ البيرو التي تعتبر مرتعا رئيسيا لبكتيريا الكوليرا.

@ ومن العلماء من ذهب ابعد من ذلك بافتراض تأثير "الرياح الشمسية" على أمزجتنا وأحوالنا الصحية (فكما تؤثر هذه الرياح على الغلاف المغناطيسي للارض وتشوش على الارسال الراديوي؛ فما الذي يمنعها من التأثير على امزجتنا ونسبة الهرمونات في اجسادنا وازدياد نوبات الصرع والأرق) !؟

أتمنى بالفعل ان تدرس مصلحة الارصاد وحماية البيئة مثـل هذه العلاقات من واقع بيئتنا المحلية ..

..... ياحبذا لو تحصر وظائفها بـأصحاب الركب الحساسة !!


4-    لمـاذا تثرثر النساء ويصمت الرجال

فهد عامر الأحمدي
اسأل أي رجــل (في السعودية أو النرويج أو سنغافورة أو الهند) عن رأيه في النساء سيجيبك بلا تردد "ثــرثـارات".. وهذه الرؤية المشتركة تؤكد وجود (خطب ما) في مسألة التواصل بين الجنسين ونظرة كل منهما لطريقة الآخر في الحديث والهدف من الكلام!!
(وبيني وبينكم) قــد تبدو النساء ثرثارات لسببين رئيسيين:

الأول: عصبي دماغي، والثاني: عاطفي نفسي.. فـالاناث - بوجه عام - يتفوقن على الذكور في مهارات الحديث والتواصل بفضل ضخامة وفعالية مركز اللغة في أدمغتهن.. وهذه الحقيقة تبدو جلية منذ سنوات الطفولة الأولى حيث تـتحـدث "البنت" وتبدو أكثر فصاحة وجراءة من "الولد" قبل نهاية السنة الثانية.. وفي حين يعجز الأهل عن إلزامها بالصمت يتحسرون على تأخـر شقيقها في الكلام ويبدأون بالحديث نيابه عنه (ما شاء الله عليه شاطر). وفي سن المدرسة يصاب الأولاد بمشاكل التأتأة والتلعـثم بنسبة أكبر في حين تحقق البنات نتائج ممتازة في المناهج الأدبية واللغـوية.. وحين يصل الجنسان إلى سن البلوغ يلوذ "المراهق" بالصمت - والانعزال عن أهله - في حين تبدأ المراهقة باكتشاف اختراع يدعى "تـليفون" وتثرثر مع صويحباتها لساعات.

هذا التفوق اللغوي يستمر لصالح المرأة حتى نهاية العمر بدليل تفوق النساء في تعلم اللغات الأجنبية واستعمالهن 23ألف مفردة في أحاديثهن اليومية (في حين لا يستعمل الرجل نصف هذا العدد في أكثر أيامه ثرثرة)!!

هذا عن الدافع العصبي.. أما عن الدافع العاطفي فـيجب أن ندرك أن الحديث بالنسبة للرجل وسيلة لنقل المعلومة وتوصيل الخبر وتبادل الاقتراحات والحلول (أي كما نقول بالعامية: كلمة ورد غطاها).. ولهذا السبب تبدو أحاديث الرجال جافة ومنطقية ومختصرة بحيث لا يستغرق حديث الرجل مع أعـز اصدقائه أكثر من بضع دقائق.. أضف لهذا ان الرجل - حين يفكر - يفكر بصمت كونه يعجز عن الحديث والتفكير في نفس الوقت (وبالتالي قد ينغلق على نفسه لـعدة ساعات أو أيـام)! !

وفي المقابل تنظر المرأة للحديث كوسيلة للتواصل وتوطيد العلاقة مع الطرف الآخر وكلما تحدثت أكـثـر كلما أطمأنت لســير العلاقة بشكل أفضل (ولا يهم فعلا ما قالته قبل ربع ساعة فقط).. وبعكس الرجل تفكر المرأة بصوت مرتفع وكلما زادت مشاكلها كلما تحدثت عنها لوقت أطول مع شقيقاتها وصديقاتها (ولكن ليس مع زوجها أو أشقائها لعلمها أن الرجال لا يجيدون الحديث أو الاصغاء)!

والمشكلة التي تبرز كثيرا بين الزوجين تكمن في أن طريقة المرأة في الحديث تجعل الرجل (لسبب عصبي حقيقي) يتوه في التفاصيل والتفرعات ولا يعرف ماذا تريد (بالضبط) فـيفضل الصمت أو الانسحاب.. وفي المقابل حين يصمت الزوج لفترة طويلة (ربما بسبب مشكلة لا تتعلق ببيته أو زوجته) تبدأ الزوجة بالقلق والتساؤل إن كان مـل الحديث معها أو لم يعد يحبها كالماضي!!

غير أن إدراك كل طرف لطريقة الآخر في الحديث والإصغاء (والغرض من فتح الحـنك أو قـفـله) يوفر لكليهما مساحة كبيرة من التفهم والتسامح وتنويع طريقته في التجاوب.. وسواء ثـرثـرت الزوجة (بغرض التــنفــيس أو التواصل) أو صمت الزوج (بسبب التفكير أو المشاغـل) لا يجب أن يؤخذ هذا كنقيصة أو عدم اهتمام وتجاوب من الآخر!!

نصيحتي للمرأة:

إن أردتِ شيئا من زوجك فقوليه بطريقة مختصرة ومباشرة وتجنبي الدخول في التفاصيل/ فالرجل يبحث عن النقاط المنطقية في الحديث ويتوه بعد دقيقتين فقط! !

ونصيحتي للرجل:

اتركها تتحدث كما تشاء ولا تتسرع بتقديم النصائح والاقتراحات/ فهي لا تبحث عن حلول منطقية بقدر ما تفكر بصوت مرتفع وتتأكد من رغبتك بالتواصل معها (... وافهـمها يـا ...)

____________



5-    لاتفتح بقالــة ::
فهد عامر الأحمدي
قـد لا يكون الوقت مناسبا هذه الأيام للحديث عن الأعمال التجارية الناجحة.. ومع هذا؛ دعني أسألك.. لو فكرت بترك وظيفتك والدخول فى مجال التجاره فأي المجالات تراها اكثر ربحية!؟.. هل هي الاغذية أم الادوية أم السيارات / ام لعلها الأسهم والذهب والمجوهرات!؟
... مالم تكن تملك قدرة مالية هائلة (تسمح بإزاحة بقية المنافسين من السوق) لا أنصحك باختيار أي من المجالات السابقة.. وبوجه عام لا تختار اى مجال معروف يتشارك فيه آلاف التجار غيرك كون فرصة نجاحك ستكون ضئيلة للغاية..

فسير الأثرياء والناجحين تثبت ان أكثر الأعمال نجاحا وازدهارا قامت على اكتاف (اختراع جديد) او توفير (خدمة غير مسبوقة) او استيراد (منتج غير معروف)..

فحين تبدأ تجارتك فى مجال تقليدي وشائع (كالأغذية والملابس) فلن تصبح اكثر من شريك مغمور يدخل السوق ببضاعة مكررة؛ ولكن حين تبدأ تجارتك بمنتج جديد ستتحول إلى محتكر وحيد وتنال كل الأرباح وحدك / أو على الأقل حتى يتنبه إليها غيرك...

فقد ثبت دائما ان المنتج الاكثر ربحية واستحواذا فى السوق ليس دائما الافضل والأكثر جودة بـل الأقدم والاول فى فئته.. فـالشركة التى تبتكر منتجا جديدا تظل ابد الدهر صاحبة المركز الاول فى نسبة المبيعات حتى وان زاحمتها لاحقا شركات او منتجات اخرى؛ فشفرات جيليت للحلاقة، وطابعات هيوليت بكارد؛ وسيارة جيب من كرايسلر؛ ومكائن زيروكس للنسخ؛ وبرنامج ويندوز من ميكروسوفت؛ ومشروب الكوك من كوكاكولا.. جميعها صنعت سوقها الخاص وماتزال صاحبة النصيب الاكبر من الأرباح واقبال المستهلكين.. فالمنتج الأول يظل دائما "الاول" حتى فى اشد حالاته ضعفا وتخبطا ونزول منتجات مشابهة بعده (كون أسبقيته تظل ثابتة فى اذهان المستهلكين)!!

... وشركة "سونى" للالكترونيات مثال للشركة الناجحة التى تأسست بفضل اختراع جديد (عرف باسم الترانزسنتور).. فبداية الشركة كانت على يد السيد اكيتو موريتا الذى استقال من مهنته كمدرس للالكترونيات فى جامعة طوكيو وبدأ اعماله الخاصه بخمسمائة دولار فقط.. واهتمت الشركة فى بداياتها بصنع اجهزة الطبخ والادوات المنزلية ولكنها لم تلق نجاحا يذكر (لانها ببساطة حاولت الدخول فى مجال شائع سيطرت عليه شركات عملاقة قديمة)..

النقلة العظيمة حدثت عام 1952حين ابتكرت معامل بل الامريكية "الترانستور" ولكنها لم تفلح فى تطويره او استغلال امكانياته فاشترى السيد موريتا حقوق تصنيعه بثمن بخس وهو يدرك تماما قدراته المستقبلية.. وبالفعل استطاع الوصول بالترانستور لافضل امكانياته وانتاج اجهزة الكترونية (اصغر حجما واخف وزنا واقل ثمنا) احتكر انتاجها عالميا. فجهاز الراديو مثلا بعد ان كان بحجم التلفزيون تحول الى حجم البطاقة والتلفزيون بعد ان كان يعجز عن حمله اربعة رجال تحول الى شيء يربط حول المعصم (وكل هذا بثمن أقل).. واليوم اصبحت سونى "اخطبوطا" صناعيا تمتد فروعها فى معظم دول العالم. وهى (ككل الشركات التى احتكرت منتجات جديدة) تتمتع بنسب ارباح عالية وتصدر اكثر من 75% من انتاجها للخارج!!

... وبطبيعة الحال قد يصعب على معظمنا تأسيس شركات تجارية أو صناعية ضخمة؛ غير أن المبدأ ذاته قابل للتطبيق والنجاح في أي مجال تجاري أو خدماتي متواضع.. فحين تبيع منتجا مبتكرا أو تقدم خدمة مميزة فأنت ببساطة (تبتكر) سوقا جديدا لا يلعب فيه غيرك.. وحتى حين يتنبه الجميع لنجاحك - ويبدأون بتقليدك - يكون اسمك قد اكتسب ميزة الأسبقية إلى الأبـد!

... وخذها نصيحة: لا تفتح بقالة!



6-    أسرع إنسان في الكون ::

فهد عامر الأحمدي
- في عام 1999حطم العداء الكندي توم مونجمري الرقم القياسي في سباق الـ 100متر خلال 9.84ثانية (وأرجو ملاحظة الكسور بعد الثواني التسع)...
- وفي نفس العام حطم العداء الأمريكي ميرس جرين هذا الرقم حين قطع نفس المسافة في 9.79ثانية (أي بـ 0.05جزء من الثانية)..

- وبعد ستة أعوام تم تحطيم هذا الرقم مجددا على يد الجاميكي أصافا بوول الذي قطع المائة متر في 9.77ثانية (أي بـ 0.02جزء من الثانية)...

وبعد أيام من الآن ستبدأ دورة بكين للألعاب الأولمبية وسيتنافس العداؤون مرة أخرى على كسر هذا الرقم والفوز بلقب "أسرع انسان على سطح الأرض". وإذا حدث هذا فلن يكون بأقل من جزء ضئيل من الثانية قد لا يتجاوز 0.01فقط (مثلما حدث كثيرا قبل 1999)!

وبالنسبة لرجل كسول (مثلي) يبدو من الحماقة القيام بهذه الجهود المضنية من أجل جزء ضئيل وغير محسوس من الثانية.. وما يزيدني ثقة وعنادا أنني أتحرك في هذه اللحظة بأربع سرعات خارقة لا تقارن بسرعة أي عداء أو بطل أولمبي... ولا حتى بصاروخ كروز..

@ فبصفتي أحد سكان كوكب الأرض أدور "الآن" حول محورها بسرعة 1.449كيلومتر بالساعة (أي أسرع من الكونكورد في زمانها)..

@ وبما ان كرتي الأرضية ضمن الكواكب التي تدور حول الشمس فهذا يعني أنني أدور معها بسرعة 106.244كيلومتر في الساعة...

@ وبما أن الشمس نفسها تنطلق - مع الكواكب خلفها - داخل مجرة درب التبانة فهذا يعني أنني أنطلق معها بسرعة 804.880كيلومتر بالساعة (تساوي 222كيلومتر بالثانية)!

@ وبما أن مجرتنا تنطلق إلى أطراف الكون مع بقية المجرات فهذا يعني أنني انطلق مع المنطلقين بسرعة 1.126.833كيلومتر في الساعة (... أرجو أن تضيفها عافاك الله الى السرعات السابقة)!!!

... كل هذه الحقائق تجعلني أنظر بترفع وعدم مبالاة إلى تلك الأجزاء التافهة من الثانية التي يحققها أي رياضي أسمر - مدجج بالعضلات - في المنافسات الأولمبية!!!

@@@

ورغم أنني لا أريد أن أوجع رأسك بالمزيد من الأرقام إلا أن هناك قضية اعجازية أود إخبارك عنها قبل إنهاء المقال..

فسرعة انطلاق الشمس داخل المجرة تذكرنا بقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها).. ورغم عدم تأكدنا من ماهية هذا المستقر - أو الموقع الذي تنطلق نحوه الشمس - إلا أنها تتجه إليه بسرعة رهيبة تعادل 804.880كيلومتر في الساعة (ساحبة خلفها الأرض وبقية الكواكب)..

ومن وجهة نظر فلكية بحته فإن وصول أي جرم فضائي إلى مرحلة الاستقرار - والتوقف عن الدوران أو الحركة - يعني وفاته ونهاية أجله.. ومجرد إخفاء هوية "المـُستقر" في الآية السابقة يشير إلى عظمته وخطورته وصعوبة تصور أهواله!

....... عند هذا الحد؛ أفضل التوقف عن التفكير وانتظار الرقم الأولمبي القادم!


_________________



7-    هل حان الوقت لاعتماد نظام المحلفين في محاكمنا الشرعية؟
فهد عامر الأحمدي
اختلف علماء النفس والتربية فى تعريف الذكاء وتفرقوا فيه إلى مدارس ومذاهب شتى.. ولكن بعيداً عن أقوال العلماء واختبارات الذكاء يبقى الذكاء فى نظري هو ما اتفق عامة الناس على رؤيته "كذكاء" ويظل الغباء هو التصرف على هذا النحو في نظر الناس والمجتمع (حتى وان اظهرت الاختبارات النفسيه عكس ذلك )!!
... فرغم أن عامة الناس لا يفقهون فى التخصصات العلمية الدقيقة أو المصطلحات الفكرية العميقة إلا انهم في النهاية لا يجتمعون على ضلالة أو خطأ (ويقودهم حدسهم الجماعي إلى الصحيح والمعقول).. فالشهادة الفردية قد تتعرض للتحوير او التزوير او الميول الذاتية ولكن يصعب ان تتفق مجموعة كبيرة (لا تعرف بعضها البعض) على تكذيب أو تزوير أو حتى تجاهل مظهر أو تصرف معين..

- وبناء عليه أتساءل إن كان الوقت قد حان لاعتماد "الاتفاق الجماعي" كوسيلة من وسائل البحث العلمي أو التحكيم الشرعي؟

... بمعنى ان اختلف علماء النفس في تعريف الذكاء، أو علماء الاقتصاد في حد الفقر، أو علماء الاجتماع في مفهوم المواطن الصالح (أو حتى شيوخنا الأفاضل في الحكم على قضية مستحدثة) ألا يمكن في هذه الحالة استفتاء شريحة كبيرة من الناس (بكل الوسائل المتوفرة) لمعرفة رأيهم وتقييمهم الجماعي حولها!؟

وما يشجعنا على اعتماد هذه الوسيلة وجود أحاديث نبوية كثيرة تصب في ذات المعنى مثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إن إمتى لاتجتمع على ضلالة ".. وما جاء عن أنس أنه قال مُـر بجنازة فأثني عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت وجبت وجبت) ومروا بجنازة فأثني عليها شرّاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت وجبت وجبت) فسأله عمر فقال: (من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.. أضف لهذا جاء في حديث قبيصة بن مخارق قول النبى صلى الله عليه وسلم : "ياقبيصة إن الصدقة لاتحل إلا لأحد ثلاثة (وذكر منهم) رجل أصابته فاقة حتى يشهد ثلاثة من أصحاب الحجا (أو العقل) انه قد اصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة..."

... مثل هذه الاحاديث - وغيرها كثير - تقيم وزناً كبيراً للرأي الجماعي وترفعه لمرتبة الفصل في القضايا والأحكام الكبيرة..

ومن المفارقات العجيبة أن اعتماد (رأي المجموعة) وسيلة أساسية وفاصلة في النظام القضائي الغربي / ولكن ليس في الأنظمة القضائية المعتمدة في الدول الاسلامية.. فنظام المحلفين الغربي يعتمد على وجود مجموعة من عامة المواطنين (مثلي ومثلك) يجلسون كمستمعين فقط ويقررون فى النهاية وبتصويت جماعي إن كان المتهم مذنباً أو غير مذنب.. وفي حال اتفقوا على براءته لا يملك القاضي غير إطلاق سراحه بصرف النظر عن رأيه الشخصي في المتهم / وفي حال اتفقوا على مسؤوليته وعدم براءته تقتصر مهمة القاضي على تحديد مدة وطبيعة العقوبة فقط!

واعتماد رأي المجموعة - بهذه الطريقة - يذكرنا بمغزى الأحاديث السابقة حيث يصعب على "الجماعة" التوافق على التصرفات الخاطئة أو الشاذة.. ورغم أن "المحلفين" في المحاكم الغربية غير متخصصين في مجال قانوني أو قضائي معين إلا أنهم - بوجه عام - مواطنون شرفاء يصعب اتفاقهم على مسألة خاطئة أو الإضرار بشخص لم يسبق لهم معرفته (في حين يذهب القاضي لمنزله مرتاح الضمير واحتمال تعرضه لضغوطات خارجية)!

- إذا؛ هل آن الأوان لاعتماد نظام المحلفين في محاكمنا الشرعية!؟

قال صلى الله عليه وسلم "... القوم المؤمنون شهداء الله فى الارض"


_________________



8-    أنهار العهد القديم ::

فهد عامر الأحمدي
كلما سافرت من المدينة الى الرياض أمارس هوايتي المفضلة في النظر من نافذة الطائرة وتتبع مجاري الأنهار القديمة الجافة على سطح الأرض.. فجزيرة العرب تغيرت - خلال العشرة آلاف سنة الأخيرة - من منطقة غابات خصبة إلى صحارى جافة لا تملك أنهارا ولا بحيرات ولا غطاء أخضر. وأقوى دليل على حدوث هذا التغير القاسي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب غابات وانهارا )ولاحظ استعماله كلمة تعود وليس تصبح كدليل على رجوعها الى وضع كانت عليه سابقاً.. وفي حين اختفت الأنهار العظيمة والبحيرات الواسعة - من شبة الجزيرة العربية - لم يبق غير مجاريها العميقة وأحواضها الجافة التي يمكن تمييزها حتى اليوم.. من ارتفاع كبيييير!
ورغم سرعة التغير المناخي - الذي أصاب جزيرة العرب - إلا أنه يبدو ثابتا وساكنا للانسان العادي (بسبب قصر حياة الانسان نفسه مقارنة بالتغيرات الجيولوجية والمناخية التي تتطلب آلاف السنين(..

أما من الناحية الجيولوجية فتعد الأنهار والبحيرات سريعة التأثر بأي حدث جيولوجي أو مناخي طارئ. فُرب زلزال أو صدع (أو حتى سد) يحرف مجرى النهر ويتسبب بجفاف البحيرة نفسها.. وكنت قبل فترة قد كتبت مقالاً عن قرب اختفاء البحر الميت وبحر الأورال (على حدود أوزبكستان) بسبب حجز واستهلاك الأنهار التي تصب فيهما.. وقبل ذلك تمكن نظام صدام حسين خلال أشهر من تجفيف بحيرات الأهوار جنوب العراق (بحجة اختباء الثوار فيها) بمجرد منع مياه دجلة والفرات من الوصول إليها..

وهذه الأيام كثيراً ما نسمع أن شح المياه سيكون سببا للحروب في الشرق الأوسط؛ فنهر الأردن على سبيل المثال يشكل عامل توتر دائم بين اسرائيل والأردن، والنيل يظل محل جدل - من حيث حصص الدول - بين أثيوبيا ومصر والسودان... أما الفرات (فقصته قصه) كونه منطقة أزمات دائمة وجاء عنه حديث نبوي صحيح/ فجميعنا يعرف أن الفرات ينبع من تركيا التي تعد الوحيدة من بين دول المنطقة التي تتمتع بفائض مائي عذب ومع هذا تسعى تركيا لاستغلال أكبر قدر من مياه النهر لإحياء جنوب الأناضول الجاف.. فالمشاريع التركية تضم 21سدا أعظمها سد أتاتورك الذي يصنف كواحد من أكبر 10سدود في العالم (غطت البحيرة المتشكلة خلفه 250قرية لا يرى منها اليوم سوى رؤوس المآذن( وان صدقت الدراسات التي تشير الى ان المياه ستكون السبب الأول للحروب في الشرق الأوسط سيكون الفرات أقوى مرشح لتفجيرها!!

... وفي الحقيقة ان كثرة المشاريع التي نفذت وستنفذ على نهر الفرات تجعلنا نتساءل عن مدى قدرته على التدفق والوفاء باحتياجات الناس حوله (خصوصا في ظل الجفاف الذي يضرب المنطقة(. والتنافس المحموم لاستنزاف اكبر قدر من مياهه يذكرنا بحديث المصطفى صلى الله عليه: "لن تقوم القيامة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم: لعلي اكون انا الذي أنجو"..

..... ومن يدري؛ لعل أحداث اليوم هي المعنية بمغزى الحديث!


_________________




9-    أعمل قائمة.. ولتكن هذه المرة "متفرعة" ::

فهد عامر الأحمدي
في مارس الماضي كتبت مقالا (بعنوان أعمل قائمة) أكدت فيه على أهمية وضع قائمة مسبقة لما ننوي عمله وانجازه.. وقلت حينها إن هذه القائمة قد تكون يومية، أو أسبوعية، أو شهرية وقد تمتد لمدى الحياة.. وسواء كانت طويلة أم قصيرة لا يجب أن نستهين بكتابتها على ورقة - أو وضعها في جدول - لأن مجرد كتابتها يجعلها أكثر وضوحا ورسوخا وتحديدا في "رأسك"..
فالمشكلة أن "عقولنا" تعجز عن التركيز على مواضيع محددة لفترة طويلة - ناهيك عن عجزها عن رؤية أبعد من خطوتين أو ثلاثة.. كما يصعب عليها ترتيب المهام كأولويات أو الانتقال من "الأكثر" إلى "الأقل" أهمية ( بينما تتكفل بذلك الورقة والقلم).. وهذه النقيصة هي ما يسبب شعورنا بالضياع وتراكم المهام ومرور الأيام بدون انجاز شيء.. ومصدر هذا الشعور ليس الانشغال أو ضيق الوقت (كما ندعي كلنا) بل عدم وجود أهداف واضحة (وقائمة أولويات) نتقيد بها/ أو على الأقل نحتفظ بها في رؤوسنا لفترة كافية ...

وحين كتبت ذلك المقال لم يخطر ببالي الاستعانة أو الاشارة إلى كتاب "خريطة الدماغ" للباحث البريطاني المشهور توني بوزان (الذي عدت لقراءته هذه الأيام) ... ففي رأي بوزان يجب ان نتصور الفكرة الأساسية كجذع شجرة تخرج منه فروع ثانويه تتفرع بدورها إلى اغصان اصغر فاصغر.. ووضع الافكار على الورق بهذه الطريقه يحفز المخ على الاستطراد وتتبع النتائج ويعطيك فهما افضل للموضوع (ولا يجعلك تفوت أي احتمال ثانوي أو غير محسوب)..

وباستعمال أسلوب بوزان (في التفرع على ورقة بيضاء) ستضاعف من خياراتك المتاحة وتخرج بالمزيد من الحلول والافكار المبدعة (ناهيك عن عمل قوائم كثيرة تتعلق بكل احتمال على حدة).

.. ويكمن جمال هذه الطريقة في تربية الذهن عليها بحيث تصبح مع الأيام طريقتك العفوية في التفكير والاستنباط - حتى لو لم تستعن حينها بالورقة والقلم. ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى بديهية ومسلما بها لكنها في الحقيقة غير مطبقة في حياتنا العملية - حيث يغلب على حياتنا التفكير في الخطوة القادمة أو السير نحو الهدف بطريقة متوالية.. اضف لهذا أن مجرد وضع الأفكار على الورق يجعل الموضوع ثابتا في الذهن ومتجسدا أمام العين - لأننا كثيرا ما نتحمس لمشروع ما ثم يتلاشى بالتدريج مالم نحفظه بورقة ونرسخه بالكتابه (ولو كان الأمر بيدي لاعتمدت هذه الطريقة كمنهج لتعليم اطفال المدارس كيفية التفكير بطريقة أشمل وأعمق في المشكلات التي ستواجههم مستقبلا)!!

... على أي حال:

أذكر أنني أنهيت المقال السابق بهذه الجملة:

"إن لم تعلم أين تذهب، فجميع الطرق تنتهي للاشيء"

... واليوم سأضيف جملة جديدة:

"وحين تتصلب رقبتك لن ترى غير طريق واحد"





10-                       الانسان خلق لينام مرتين ::
فهد عامر الأحمدي
في فترة بسيطة استضافت مدينة استريموس البرتغالية أول مؤتمر عالمي للبحث في فوائد القيلولة (أو نومة مابعد الظهر) .. وما بدا لي أن البحث في هذا الموضوع حسم قبل بدايته كون المؤتمر أعطى المشاركين فرصة أخذ "قيلولة قصيرة" قبل استئناف الاجتماعات مجددا !!
وتم اختيار البرتغال - ومدينة استريموس بالذات - بسبب التزام سكانها المعروف بالنوم لفترة قصيرة بعد الظهر .. وقد تبارى المشاركون في إبراز محاسن هذه العادة وتأثيرها الحميد على الجسم والروح وعلاقات الناس الاجتماعية .. ومن الكلمات التي لفتت انتباهي قول أحد الأطباء إن الانسان خلق لينام مرتين (ودليل ذلك عجزه عن مواصلة اليوم بكامل نشاطه دون أخذ غفوة بعد الظهر) .. كما طُرحت أبحاث تؤكد تأثير القيلولة الحميد (التي لا يجب أن تزيد على ساعة في النهار) على الأعصاب والذاكرة والبشرة .. وحموضة المعدة !!!

... ويأتي هذا المؤتمر ضمن حملة للدفاع عن نمط "شرق أوسطي" بدأ ينحسر أمام النمط الأوروبي الشمالي في الحياة والعمل .. فالشعوب الشمالية في أوروبا والقارة الأمريكية ما تزال تسخر من تعلق الشعوب العربية والجنوبية بنومة الظهر وترى فيها كسلا وتخاذلا (ولا يتفهمون تأثير المناخ الحار ودوره في هذه العادة) .. أما الشعوب اللاتينية (في جنوب أوروبا والقارة الأمريكية) فتشترك معنا في هذه الممارسة وتسمي نومة القيلولة "السيستا" وتعتبرها حقا من حقوق المواطن والموظف.

واليوم أثبتت الأبحاث أهمية القيلولة في تصفية الذهن وتجديد النشاط وتنفيس ضغوط العمل . فحين يعمل الإنسان بشكل متواصل - من الصباح للمساء - يقل تركيزه وتكثر أخطاؤه وتنخفض كفاءته .. وهذه السلبيات - التي جربها الجميع - يمكن تلافيها بأخذ غفوة صغيرة في مقر العمل .. وكانت شركات الطيران قد عمدت منذ فترة طويلة الى تشجيع طياريها على النوم لفترة محسوبة خلال الرحلات الطويلة . فقد لاحظت أن معظم الكوارث تتم أثناء هبوط الطائرة بسبب سهر "الكابتن" أثناء الرحلة .. ولنفس السبب يتم تدريب الطيارين العسكريين على النوم في وضع منتصب أثناء الرحلات الطويلة وترك مهمة المراقبة والتوجيه للقاعدة العسكرية حتى تصل الطائرة لأهدافها المطلوبة !!

واليوم بدأ كثير من الشركات يتساهل في مسألة الغفوة القصيرة لتحسين أداء الموظفين والعمال .. كما بدأ كثير منها يقتنع بالدراسات التي تؤكد أن أخذ غفوة قصيرة يزيد من انتاجية العامل بنسبة 30% ويقظته بنسبة 100% . وبلغت القناعة بشركات مثل نايكي وانتل و
CIC أن صنعت أكشاكا للنوم توقظ الموظف تلقائيا بعد نصف ساعة من إغلاق الباب .. أما وزارة الصحة في اليابان فأعلنت صراحة أن الحل الوحيد للحد من نسبة الوفيات والانتحار (بسبب ضغوط العمل) يكمن في أخذ إجازات أكثر .. والسماح للموظفين بالنوم لمدة ساعة فوق مكاتبهم !

ورغم أنني شخصيا محروم من القيلولة (التي تظل في النهاية خيارا شخصيا) إلا أنني مؤمن بفوائدها الصحية وتأثيرها الذهني الحميد .. فهي تعيد للجسم حيويته وللذهن حدته وتعطي الإنسان طاقة إضافية لتمضية يومه بنشاط وحيوية .. أما اعتراضي الوحيد فهو (إفراطنا فيها) وانتقالها من مرحلة النعاس والغفوة إلى النوم لساعات متواصلة - وبالتالي تشويه جدولنا اليومي والوظيفي وسهرنا ليلا الى وقت متأخر- !!

... وفي الحقيقة يكفي النعاس فضلا ذكره في القرآن كهبة إلهية منحت السكينة والأمان لجيش المسلمين في بدر : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )


_________________

11-                       الحب تحت المجهر  ::

فهد عامر الأحمدي
إن كان الحب في نظر الأدباء عشقاً وهياماً وضوء قمر ، فهو في نظر الباحثين مجرد اضطراب ذهني وخلل في كيميائية الدماغ.. وحتى عشرين عاماً مضت لم يكن أحد يجرؤ على بحث مسببات الحب من الناحية البيولوجية العضوية - خوفا من سخرية الوسط الأكاديمي - أما اليوم فقد بدأت الجامعات والمراكز الطبية تستقطع مبالغ ضخمة لدراسة المشاعر العاطفية ودوافع الوقوع في الحب..
فهناك مثلا الدكتور اندرياس بارتيلز عالم المخ والأعصاب في جامعة لندن الذي أعلن في الصحف عن طلب متطوعين للقيام بتجربة جديدة واشترط أن يكون المتطوع واقعاً في الحب حتى النخاع.. وكان الهدف من التجربة الكشف عن حالة المخ الكيميائية أثناء الوقوع في الحب باستعمال تقنية التصوير المعروفة ب
MRI. وبعد انتهاء التجربة اتضح أن أدمغة المحبين (ملتهبة) وناشطة في 13منطقة مختلفة وأن لقاء المحبين بأحبائهم ألغى نشاط المناطق المسؤولة عن حالات الاكتئاب والإحباط التي تصيب العشاق!!

أما الدكتورة ماري ووك في جامعة ستانفورد فتصنف الحب كمرض حقيقي يؤثر على كيميائية المخ ويسبب أعراضاً جسمانية ونفسية أهمها السرحان وانخفاض حاسة التذوق والشعور بالمرارة في الحلق وفقدان الشهية. ويشاركها هذا الرأي الدكتور ليبوينتز من معهد الطب النفسي في نيويورك الذي أكتشف ارتفاع نسبة الفينيل ايثالمين في أمخاخ المحبين (وهي من انواع الامفيتامين المخدرة المسؤولة عن حالات الخدر والسرحان التي تصيب المحبين)!!

أما في جامعة كونيكيكت فقد قام عالم الاجتماع مورشتاين بدراسة (400) زوج وزوجة تسود بينهما علاقة الحب والوئام.. وخرج بقناعة أن استمرارية الحب لا تكون إلا بين أشخاص يتصفون بالتقارب الاجتماعي والإيمان بنفس القيم والمبادئ /، الأمر الذي يتجسد لاحقاً كرموز كيميائية متماثلة... ويؤيد هذا الرأي دراسة مماثلة قامت بها الدكتورة الين هتفيلد (من جامعة منسوتا) التي غذت الكمبيوتر بمعلومات شخصية عن المتحابين من الطلبة واكتشفت أن الحب غالباً ما يربط بين شخصين يتماثلان في الطباع والخلفية الاجتماعية والمبادئ المشتركة - ثم يترسخ ذلك كتغيرات كيميائية في سوائل الدماغ!

وفي اغلب الحالات كان الإعجاب بملامح الشخص المقابل أو صفاته الشخصية مدخلاً للعلاقة العاطفية (ثم يقل الاهتمام بهذه المسألة حالما تبدأ التغيرات بالتشكل كشفرات كيميائية)!!

أما المرحلة النهائية فهي ما اسميها شخصيا (غسيل المخ) حيث تتأثر التصرفات الشخصية والملكات الذهنية ببعض المواد الكيميائية المفرزة نتيجة تلك العلاقة - بحيث يمكن ترتيب مراحل الوقوع في الحب ب"ابتسام" ف"كلام" ف"توافق" ف"غسيل مخ"..

وطالما اتضح أن عقول المحبين واقعة تحت تأثير مواد شبه مخدرة مثل الفينيل ايثالمين فليس من باب المبالغة تصنيف الحب كمرض عضوي وجنون ذهني قد ينتهي بموت العاشقين!

و ما عجبت لموت المحبين في الهوى...........

........... ولكن بقاء العاشقين عجيب


_________________




12-                       سنه بلا صيف ::

فهد عامر الأحمدي
لــو خيرتني بين أفضـل عشر كوارث - يمكن أن تحدث بعيداً عن المنطقة التي أسكن فيها - لاخترت البراكين في المركز الأول.. فحين تثور البراكين تطلق في الجو غازات وعناصر كيميائية ساخنة (مثل ثاني أكسيد الكبريت) حين تختلط بالهواء وبخار الماء تـُكون سحبا ضبابية صعـبة الزوال.. وهذه السحب تساهم في حجب ضوء الشمس لأيام وأسابيع - وربما أشهراً وسنوات - وبالتالي تخفض حرارة الأرض وتلطف من سخونة الأجواء.. فـفي عام 1815مثـلا انفجر بركان تامبورا الضخم في أندونيسيا محدثا انخفاضا قدره خمس درجات في متوسط حرارة الأرض.. وفي السنة التالية 1816حدثت ظاهرة غريبة في شرق كندا وأمريكا تمثلت في استمرار فصل الشتاء (طوال العام) واتصاله مع الشتاء التالي. وقــد عرفت تلك السنة بسنة الزمهرير - أو السنة التي لم يأت بها صيف - حيث انتظر الناس انقشاع البرد لزرع محاصيلهم الفصلية إلا أن الطقس ظل كما هو ولم يأت فصل "الصيف" أبدا.. وحينها تراكمت الثلوج وتلفت المحاصيل ووصل سعر النفط (المستعمل حينها في التدفئة) إلى رقـم قياسي!!
... وما لم يدركه الناس حينها - في أمريكا وكندا - أن الطقس كان باردا خلال تلك السنة على معظم أنحاء العالم.. وفي ذلك الوقت أعاد العلماء هذه الظاهرة إلى التقلبات الحاصلة في البقع الشمسية السوداء التي أصبح بالإمكان رؤيتها بالعين المجردة لأول مرة (من فرط قوتها ووضوحها).. غير أن السبب الحقيقي يعود للثورات البركانية العنيفة والمتواصلة التي حدثت على الطرف الآخر من كوكب الأرض.. فبالاضافة الى بركان تامبورا في اندونيسيا استمرت ثلاثة براكين في جزر الملايو بقذف حممها لخمس سنوات متواصلة. وأدى نشاطها هذا الى تكون سحب رمادية ضخمة حملتها الرياح إلى مناطق كثيرة حول العالم. ومن المعتقد أن سحب الرماد هذه حجبت أشعة الشمس مسببة برودة غير عادية في المناطق التي مرت فوقها!

... وما يؤيد هذه الفرضية حدوث ظاهرة مشابهة وقعت لاحقا في أغسطس 1883في جزيرة كراكاتو الإندونيسية. ففي ذلك اليوم حدث ما عرف لاحقا بـ" أضخم انفجار بركاني في التاريخ" نجم عنه اختفاء جزيرة كراكاتو تماما. وبسبب هذا البركان تكونت أمواج بلغ ارتفاعها 18مترا أغرقت (360000) شخص في مدن ساحلية بعيدة. وبلغت قوة الأمواج درجة رصدها في بحر المانش وسماع صوت الانفجار في ماليزيا والفيليبين وتايلند.. أما ثورة البركان نفسه فولدت سحباً رمادية ضخمة انتشرت حول الأرض وحجبت ضوء الشمس لفترة طويلة مسببة برودة شديدة وأشهر شتاء متواصلة (في الدول التي تقع أصلا ضمن النطاق البارد للأرض)!

.. أما لماذا أفضل البراكين عن غيرها (وأرجو أن يظل الأمر سرا بيني وبينكم) فـيعود الأمر لثلاثة أسباب رئيسية :

- الأول : لـعـلهـا تــُـبرد من حرارة الصيف لدينا...

- والثاني : على أمل أن ترفع أسعار النفط أكثر في الدول الباردة أصلا..

- والثالث : لأنها لن تـقـع في بلادنا على أي حـال!!


_________________