يطلق التعصب الرياضي على كل حالة تطرف في الآراء لصالح نادي رياضي أو أندية ضد نادي آخر من نفس الدولة أو المنطقة، وعادة مايكون ذلك مصحوبا بالاساءة والاستهزاء والسخرية والإتهامات والتجريح غير المبـرر. وبشكل يقضي على جمالية اللعبة الرياضية والتنافس الشريف
أن التعصب الرياضي هو من أبرز العيوب والأمراض التي تشوه الرياضة، وللأسف فقد انتشر التعصب الرياضي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في معظم دول العالم ومنها بلداننا العربية.
ونتذكر كيف وقعت كوارث بشرية مفجعة في مباريات كروية أوروبية وعربية بسبب التعصب وأدت إلى وقوع العديد من الضحايا وتخريب المنشآت والأموال.
والتعصب بشكل عام هو الميل المبالغ فيه لشيء ما لدرجة كبيرة يجعل من الشخص يتحيز لما يحب لدرجة تصل إلي تجميل القبيح منه وتحويل سلبياته إلي إيجابيات في نظر الناس.
وفي عالمنا الرياضي اليوم، تعاني الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، من تعصب الجمهور والإدارات الرياضية على حد سواء، حيث يحاول المتعصب لنادٍ أو لاعب معين مثلاً التقليل من شأن المنافس أو الخصم، دون وجه حق، حتى لو كان الخصم أفضل من النادي الذي يشجعه بشهادة الجميع.
والتعصب الرياضي المبالغ فيه سواء بممارسة الشتم أو القذف أو النقد الجارح قد يصل إلى أمور أخرى أشد كالإيذاء البدني والمادي، وتخريب المنشآت، أو ما يسمى في الغرب الهوليكانزم.
والتعصب الكروي يفقد مشاهدة كرة القدم المتعة والإثارة، ومن المؤلم أن نرى بأن التعصب الرياضي في الوطن العربي قد وصل لمرحلة خطيرة جداً مقلدين في ذلك تعصب الغرب الأعمى كما في دول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى هوليكانز الإنجليز، بحيث أن هناك روابط في إنجلترا أو بالأصح عصابات وأناس أعمى أعينهم التعصب وأصبحوا مهووسين، فقبل كل مباراة يتجمع عشاق الفريق في حانة ويحتسون الخمور حتى الثمالة وتذهب عقولهم ومن ثم يدخلون المباراة وبعدها سواء كان الفريق خاسراً أو رابحاً تقع معركة بين رابطتي الفريقين وتسيل الدماء وتدمر المباني كما حصل في هايزل مثلاً.
البعض يرى في التعصب أمراً طبيعياً بين الجماهير العربية، ونحن نقول إن هناك فرقاً بين التشجيع والتعصب، فالتشجيع جزء مهم من الوفاء للفريق والنادي والمنتخب وحق على من يحب فريقه، لكن التعصب غير التشجيع؛ فمنذ وجدت الكرة وجدت معها الانتماءات والميول التي تخطت حدود المعقول أحياناً كثيرة، ولكننا يجب أن نعلم أننا نختلف عن الغربيين سواء الإنجليز أم الأمريكان الجنوبيين وغيرهم. فنحن أصحاب عقيدة محبة، وتجمعنا الأخوة التي أمرنا بها ديننا العظيم الإسلام بحيث يعتبر كل شخص بمثابة أخ لك في الإسلام وهذا ما يفتقر إليه الغرب ويدفعهم لكراهية الآخرين.
يجب ألا نقلدهم أو نقيس عليهم لأن الله ميزنا بهذه الأخوة التي لو تمعنا بها سنجدها أسمى وأعلى من كل ناد أو فريق أو حتى من كيان وتاريخ رياضي برمته! ويكفي أننا نأثم شرعاً إن تبادلنا أي نوع من الشتائم أو أي شيء يمس هذه الرابطة الأخوية السامية.
إن الرياضة اليوم، إذا خلت من التعصب، فلاشك أنها تكون ذات منفعة عظيمة للأمة والأوطان. إن الرياضة متعة بريئة ترتقي بالنفوس وتسمو بها، ويجب أن تستغل لتصلح فيما بيننا، لا ننكر أن لكل منا انتماءه لنادي بلده، ومساندته لفريق بلده، وهذا أمر طبيعي، لكننا إخوة قبل كل شيء فلا يجوز الخصام أو الشجار من أجل مساندة فريق أو ناد، وبدلاً من أن نتابع فريقنا ونشخص هفواته نقوم بالبحث عن أخطاء الفرق الأخرى والتصيد لها.
وعلاج ذلك هو الروح الرياضية التي تسود عالم الرياضة وهو ما يطمح له الجميع في هذا العالم المليء بالفتن والمشاكل.
كفانا الله شر التعصب الرياضي.
أسباب التعصب الرياضي
إن أبرز أسباب التعصب الرياضي من وجهة نظر الخبراء والمحللين، التصريحات التي يدلي بها مسؤولو الأندية، فالكثير يعلم أن تصريحات مسؤولي الأندية هي الداعم الرئيس للجماهير الرياضية. وكي لا نعمم نقول إن هناك آراء لبعض مسؤولي الأندية تجبرك على احترامها وتقديرها من خلال بعدها عن إثارة الجماهير والتعصب.
كما أن تصريحات اللاعبين تعد من أبرز تلك الأسباب، وقد بدأنا للأسف الشديد نراها في الآونة الأخيرة تغطي مساحات كبيرة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، فقد ظهر لاعب يتحدى ويهدد ويتوعد وآخر يحتقر ويقلل من إمكانيات الغير وغيرها كثير.
ولا ننسى كتاب الميول وصحافة الميول والذين تعج بهم كبريات الصحف الرياضية ممن يعدون كتاباً متعصبين لأنديتهم والدفاع عنها، وكأنهم لا يعلمون أن رياضة الوطن أولاً والنادي ثانياً وليت هؤلاء الصحفيين وقفوا عند هذا الحد بل وصل الأمر ببعضهم إلى انتقاد المسؤولين عن إصدار قرارات ضد لاعبي أنديتهم.
وغير بعيد عن تلك الأسباب نشر مقالات التعصب للجماهير التي تدعم التعصب،
واللافتات في الملاعب الرياضية أثناء المباريات، وقلة الثقافة الرياضية عند الكثير من الرياضيين، إضافة لمنتديات الأندية التي هي منبع التعصب الرياضي.
وسائل العلاج
قد لا نقول جديداً إذا أشرنا إلى أبرز وسائل العلاج التي يمكن من خلالها الحد من آثار ومخاطر ظاهرة التعصب الرياضي، والتي يبرز في مقدمتها ترسيخ مفهوم «رياضة الوطن أولا» في نفوس الرياضيين من خلال الندوات الرياضية واللافتات أثناء المباريات، وإبعاد كل من يحاول إيقاد فتنة التعصب من الصحف الرياضية حتى تبقى صحافتنا خالية من كتاب الميول، وتبادل الزيارات بين الأندية إدارات ولاعبين وأعضاء وخصوصاً الأندية الجماهيرية. إضافةً لترسيخ الإيمان بأن الفوز لا يستمر وتعويد اللاعبين على قبول الخسارة بكل روح رياضية، وإقامة لقاءات ودية بين الأندية الكبيرة يكون عنوانها نبذ التعصب الرياضي وتخصيص دخل هذه المباريات لدور الأيتام، وحبذا لو أمكن مراقبة مواقع الأندية الإلكترونية.
وكلمة التعصب كما نعرف مشتقة من العصبية وهي الانحياز والميول لشيء ما والدفاع عنه بطريقة عمياء وجنونية لا تمت للحقيقة بصلة.. التعصب يشكل خطراً كبيراً على رياضة كرة القدم. وكما نعرف فقد ولد التعصب الكروي مع لعبة كرة القدم، وهذا لا يعني بأي شكل من الاشكال انه لا يوجد تعصب في الألعاب الأخرى, لكن في الغالب التعصب يكون في كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم.
وعلى العموم ظاهرة التعصب الرياضي هي ظاهرة عرفت منذ أشتهرت كرة القدم وتعتبر طبيعية إذا كانت بين المشجعين، ولكنها غير مقبولة للانتشار إعلاميا.. فالإعلام يعتبر مسؤولا عن تخفيف الاحتقان الجماهيري والتصرفات الغير اخلاقية والتصريحات النارية التي يشملها العبارات غير اللائقة.
والمتابع للكرة السعودية في الفترة الأخيرة يلمس تصاعد الحساسيات الجماهيرية في اللقاءات الرياضية والخروج عن مفهوم التشجيع الرياضي. ومن هنا لا بد من الوقوف على طبيعة هذه الظاهرة السلبية وكشف مسبباتها ومن ثم اقتراح انسب الحلول لمعالجتها بالشكل الذي يجعل اللقاءات الرياضية وسيلة للتواصل والتعارف والتعاون وتعزيز قيم المحبة والاخوة والتضامن المنشود. فالتعصب منتشر في جميع بلدان العالم التي تكون فيها كرة القدم حاضرة بقوة, والتعصب هو داء قاتل عجز الكثير من المهتمين بكرة القدم على إيجاد دواء له. ولكننا بالتأكيد وبهمة الرجال سنحاول أن نقلل من خطورته. التعصب أثر بشكل كبير على المشجعين واللاعبين والإداريين. وبالتالي على مستوى كرة القدم التي نشاهدها. حروب داخل وخارج المستطيل الأخضر عكست منظرا غير حضاري لهذه اللعبة.
يرى البعض في التعصب امراً طبيعياً بين الجماهير, ونحن نقول إن هناك فرقاً بين التشجيع والتعصب، فالتشجيع هو جزء مهم من الوفاء للفريق او النادي والمنتخب وحق على من يحب فريقه, لكن التعصب غير التشجيع، فمنذ وجدت الكرة وجد معها الانتماء والميول التي تخطت حدود المعقول. احياناً كثيرة بدلا من ان نتابع فريقنا ونشخص هفواته نقوم بالبحث عن إخطاء الفرق الأخرى.
ويختلف الكثير من المحللين والتربويين في تحديد أسباب التعصب. ونحن هنا سنحاول تحديد بعض العناصر الرئيسة وهي: ضعف الوازع الديني وقلة الوعي والثقافة الرياضية، كما يعتبر خبراء الإعلام الجديد ان المنتديات الخاصة بالأندية تعتبر منبع التعصب الرياضي، ويجمع علماء الاجتماع وعلماء النفس ان الهتافات العدائية والعنصرية في المدرجات وسب اللاعبين والجمهور والتغني بهزيمة مباراة سابقة او بطولة خرج منها يساعد على ذلك تفاعل اللاعبين انفسهم، كما يرى الكثير من المسؤولين بالأندية ان أخطاء بعض الحكام أثناء المباريات مقصودة او متحيزه.
اما خبراء الإعلام والصحافة فيجدون في تصريحات بعض مسؤولي الأندية سببا رئيسيا في إثارة الجماهير والتعصب الرياضي. وايضاً تصريحات بعض اللاعبين، وهذه بدأنا نراها في الآونة الأخيرة تغطي مساحات كبيرة في الإعلام بكل اشكاله. أيضاً يبرز في صحافتنا وقنواتنا كتاب الميول وصحافة وقنوات الميول، وهذا من الأسباب التي تزيد من غضب الجمهور والتعصب الرياضي. ومن خلال تجربتي الطويلة في المجال الرياضي والإعلامي والإداري أحاول تشخيص العلاج المناسب لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد مجتمعنا الرياضي.
علينا العمل اولاً بنشر الثقافة والوعي الرياضي في مجتمعنا، ولتكن البداية من البيت والمدرسة أي المراحل الابتدائية. نبذ التعصب الرياضي في ملاعبنا عن طريق تثقيف الجماهير واللاعبين والمدربين والحكام والاداريين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والتكثيف باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبح تأثيرها يشكل علامة بارزة.
استثمار نجوم الكرة والمحبوبين من جماهير انديتهم، وذلك بعمل برامج حوارية تلفزيونية وإذاعية لتوعية الوسط الرياضي بأن التنافس ينتهي خارج المستطيل الأخضر. ايضاً التركيز على نشر الثقافة بين الرياضيين وتوعيتهم وتوجيههم وذلك عن طريق المنشورات والحوارات والمحاضرات والندوات. الشفافية الكاملة من المسؤولين عن الرياضة السعودية واتحاد الكرة وعدم التفرقة ما بين هذا وذاك منعاً لحدوث التصادمات التي نراها بين الحين والآخر، الإكثار من جولات التواصل بين المسؤولين في القيادة الرياضية وذلك لتعزيز لغة الاخوة والمحبة والتنافس الشريف. العمل على تخفيف حالات الاحتقان الجماهيري من خلال البرامج التوعوية وإظهار الحقائق التي تخدم المصلحة العامة. وضع الجوائز التحفيزية للجماهير واللاعبين والمسؤولين وتحت مسمى (جوائز نبذ التعصب الرياضي في كرتنا السعودية)، والعمل الحثيث للرقي بالجماهير الرياضية، وكم كانت جماهير نادي النصر وهي تقدم نموذجا من التنظيم والإبهار في تشكيلاتها الجميلة في مساندة فريقها، وكم استمتعنا بالأهازيج والشيلات من رابطة مشجعي نادي الاتحاد والهلال، وكم ايضاً كانت لجماهير الاتفاق على انغام الصرناي واليامال.
وكرة القدم لعبة جميلة، ماتعة تُسعد الجماهير.. فيها أخلاق الفرسان، وكبرياء النبلاء.. وفيها ابتذال المهرجين، وإسفاف المتسلقين، فيها التنافس الشريف، والانتصار المدوي، والهزيمة المخيبة.. فيها التفوق والانكسار.. من جمالياتها أن مَن فاز اليوم قد يخسر غداً.. مفاهيمها تعتمد على التخطيط السليم، والإعداد البدني الجيد، والبناء الفني، والمعرفة النفسية، والجهد الكبير..لا تقبل المزاجية، وتهدمها العشوائية، وتضعفها أماني العاجزين، وأحلام المترفين.
ما يشوه جمال هذه اللعبة، وتنافسها الماتع في وسطنا الرياضي.. "التعصُّب"، والإفراط العاطفي المبالغ فيه في تشجيع نادٍ معين أو لاعب نجم أو مدرب بارز.. إلخ، ويعيب على بعض مشجعينا الانفعال الشديد عند الخسارة، والتطاول على المنافسين بالسباب، والشتائم، والتقليل من قدرهم، وما يتبع ذلك من مشاحناتٍ وسخريةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المجالس الخاصّة.
وأسهم التعصب بشكل واضح في إضعاف العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء، والأخوة، وأفراد الأسرة الواحدة، وبين أبناء الحي - فكما نسمع ونقرأ - عند تغلب أحد الفرق الجماهيرية على المنافس تُثار البغضاء بين الأنصار، وتنتشر العداوة المستغربة بين الأصدقاء، وتفتر العلاقات بين الأقارب بشكل لا يمكن تخيله أو استيعابه.. حتى إن هناك حالات طلاق تمت بين الأزواج، وقطيعة بين الأشقاء، وخلافات أُحيلت إلى القضاء الشرعي، وتدهور كبير في صحة بعض المشجعين المتعصبين الذين أصابتهم الأمراض كالضغط، والسكري، والقولون العصبي، والجلطات؛ مما جعل علماء النفس والاجتماع يحذّرون من التعصُّب الرياضي كثيراً.
إن المتابع لساحتنا الرياضية المحلية، وخاصة منافسات كرة القدم، ومسابقاتها المختلفة يجد أن التعصُّب المقيت ارتقى إلى مستويات خطيرة جداً تهدّد تماسك المجتمع، ووحدة الأسرة، وعلاقات الرياضيين.. بل إن بعض الجماهير المتعصبة أصبحت تهتف بعبارات عنصرية مقيتة، وكلمات سيئة في حق المنافسين تشكّك في وطنيتهم وانتمائهم، وتلجأ للإيذاء البدني، وتخريب الملاعب والمنشآت.
ولعل ما يعزّز شعلة العصبية الرياضية - ويصب الزيت على النار - انحدار فكر بعض المنتمين للإعلام الرياضي، وتحريض قلة من رؤساء الأندية المتعصبين، وتهديد بعض أعضاء الشرف، وتوعد قلة من اللاعبين القدامى، وتحدي حكام معتزلين، وتعصب صحفيين، وقلة وعي كتاب رأي مفلسين.. وغيرهم ممَّن يرغبون الظهور، والتواجد، والشهرة "السلبية" على حساب اللعبة الجميلة في وسائل الإعلام المختلفة؛ مستخدمين الإسقاطات الغريبة، و"التنابز" بالألقاب المُسيئة، والتشكيك في تفوق بعض الفرق، والدخول في ذمم الحكام، واتهام المسؤولين في أماناتهم، والمحسوبية، والرشوة مما يثير الشارع الرياضي بشكلٍ كبيرٍ، ويجعله "يغلي" باستمرار، ويهدّد بانفجاره، وبما لا تحمد عقباه.. وهذا أمرٌ لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، ويتنافى مع الثوابت الشرعية، وقيمنا الوطنية، وثقافة التواصل والحوار الاجتماعي، والروح الرياضية.
إن ما يدور في وسطنا الرياضي من تعصبٍ مقيتٍ أصبح يؤثر بدرجاتٍ مختلفة على العلاقات الاجتماعية، ويهدّد الوحدة الوطنية بين المشجعين، ويزرع الأحقاد بينهم، ويتجاوز المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف بين أندية الوطن؛ ما يدعونا إلى طلب المبادرة من المسؤولين، ووضع الحلول من المختصّين، والعمل الجاد على تعزيز الوعي الرياضي، والروح الرياضية، وإيضاح خطورة التعصب بين الإداريين، والمدربين، واللاعبين، والإعلاميين، والمشجعين، وتجريم كل مَن يتجاوز، ويخدش التنافس الشريف، ويثير الفتن والمشكلات، ويغلّب مصلحته الخاصّة على مصلحة الوطن في زمنٍ نحن في أمسّ الحاجة إلى تكاتف أفراد المجتمع حول همومنا الوطنية وتطلعاتنا التنموية.
- قصيده عن التعصب الرياضي :
لقيت باالشارع تجمهر من الناس.......... بغيت أمر وضيقو لي مجالي
وطالعت وليا وسطهم خمسه اكياس..........اكياس تبنٍ في تصور رجالي
وسألت عنهم قالوا الامر محتاس.......... ثلاث ساعاتٍ بهوش وقتالي
استخدموا ما بينهم ضرب الا بقاس.......... ثم الخشب من بعد حذف النعالي
هذاك مفلوق على هامة الراس.......... وهذاك منه الدم بالحيل سالي
وهذا خنق هذا كتم فيه الانفاس.......... و هذاك مكسورٍ بيده الشمالي
قلت العداوة بينهم ما لها اجناس.......... اكيد هذا قاتل لذاك غالي
قالو على هونك عداوة بلا ساس.......... هذاك نصراوي وهذا هلالي
هذا يقول إنا نبي ناخذ الكاس..........وهذا زعل ويقول ياهملالي
قال إنكتم مكسبك ما غير الافلاس..........الكاس بيدينا من اول وتالي
وزاد النزاع ووصل تحديد الاضراس..........وتماسكوا بيدينهم با نفعالي
قلت اسمعوا ياعبيد واحمد وعباس..........تعالوا احكم بينكم بالعدالي
ياعبيد لو فزتوا حبايب ولا باس..........وإن كان هم فازوا فلا ضاق بالي
حنا نشجعكم جميعا بلا قياس..........وبلادنا وحدة على كل حالي
حنا جسد واحد ويشعر بالاحساس.......... من عايلة وحدة عمام وخوالي
صيروا حبايب واتركوا شغل الا نجاس.......... واضحك وغن الحان بين الدوالي
وإن كان في راسك شجاعة ونوماس.......... ماهي علينا منك يا ابن الحلالي
واقفى وهو مليان حقد ووسواس.......... يركض وهوراسه من العقل خالي