الجمعة، 13 مارس 2015

خبراء تربويون يطالبون بتقييم مشروع الابتعاث وترشيده

طالبوا بإنصاف أساتذة الجامعات السعودية

خبراء تربويون يطالبون بتقييم مشروع الابتعاث وترشيده

سبق– الرياض: طالب تربويون بإعادة تقييم تجربة الابتعاث عبر لجنة علمية متخصصة، متفقين على أهمية المشروع. وتحدث الدكتور عصام فيلالي في برنامج حراك، الذي يقدمه الزميل عبدالعزيز قاسم في قناة فور شباب حول أهمية مشروع الابتعاث، وأوضح قائلاً: "لا نستطيع استيعاب الطلاب جميعهم في الجامعات الداخلية، ومن الممكن التقليل من الابتعاث، لكن ليس من الممكن التخلي عنه. الابتعاث يأتي بدماء وأفكار وتجارب جديدة". وأكد ضرورة إطلاق دراسة علمية، تقيّم تجربة الابتعاث في السعودية".

 

 من جهته، وافق الدكتور علي الخبتي وكيل وزارة التربية والتعليم السابق على ضرورة تقييم مشروع الابتعاث، ورفض بشدة إيقافه، وقال بضرورة استمراره للاستفادة من المخزون الثقافي للشعوب الأخرى، التي لن تتحقق إلا بالابتعاث. وأضاف: "إن مخرجات الابتعاث هي المغذي الرئيس لجامعاتنا الداخلية وكوادرها".

 

بينما شارك الإعلامي عبدالعزيز قاسم ضيفيه الرؤية بإعادة تقييم مشروع الابتعاث، وطالب بترشيده؛ إذ إن ثمة سلبيات كبيرة رافقت المشروع، ولا تزال، وفي ظل هبوط أسعار النفط نحتاج جداً لهذا الترشيد، وأن جامعاتنا السعودية يمكن أن تستوعب هؤلاء الطلاب، وألا يرسل هناك إلا من تحتاج إليهم التخصصات العلمية غير الموجودة هنا. مؤكداً أن مشروع الابتعاث هو مشروع وطني كبير ومهم.

 

 وعبّر الدكتور عصام فيلالي، الأكاديمي السابق بجامعة الملك عبدالعزيز، عن رؤيته حول التعليم العالي بمخرجاته قائلاً: "لا توجد خطة واضحة في العمل بالتعليم العالي، وليس هناك وضوح لما نسعى لتخريجه من الجامعة". وتساءل مستنكراً: "ما هو دور الجامعات المساهم في خطة تنمية السعودية؟ وما دورها في التعامل مع مشكلات الشباب؟ هل تخرجهم عبئاً على المجتمع، أم هناك رؤية لاستثمار طاقاتهم؟". ثم أضاف: "الهيئات الجامعية تخرج الطلاب فقط، ولا تساهم في تنمية المجتمعات، وهناك أعداد من الخريجين السعوديين من أهم التخصصات العلمية ولا يجدون الوظائف".

 

 واستبعد الدكتور علي الخبتي أن تكون هناك نظرة واقعية ومنطقية في تقييم العمل الأكاديمي وصلاحيته العائدة بالنفع للمجتمع، وقال: "لكي تنجح الجامعة في خدمة سوق العمل يجب تتبع السوق ومجالاته بدراسة واقعية، وليس بسرد قصص جميلة أو باجتماعات الأعضاء".

 

 وأوصى الدكتور الخبتي وكيل وزارة التربية والتعليم السابق بالتخلي عن دور اللجان والاكتفاء بالمبادرات التي تخرج بأدلة وشواهد على التطوير من قِبل أشخاص مكلّفين بدراسة سوق العمل ومهاراته؛ وبالتالي تضمين احتياجات السوق في مناهج التعليم. مضيفاً "نحن في العصر الرقمي الذي تبدلت فيه المهارات عما كانت عليه".

 

وحول رأيه عن قرار دمج وزارتي التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم تحت وزارة موحدة للتعليم قال الدكتور الخبتي: "إن الدمج خطوة إيجابية، ولكن ذلك يضيف هماً كبيراً، خاصة أمام مشكلة عدم وجود تنسيق بين الجهات التي تتقاسم الدور في خدمة الشباب، وعلينا ألا ننظر للدمج بمعزل عن هذه المشكلة".

 

 كما صرح الدكتور عصام فيلالي بتخوفه من تراجع قرار الدمج بين الوزارتين قائلاً: "أخشى ما أخشاه بعد ثلاث سنوات أن يعاد فصل الوزارتين، وأن تكون تجربة الدمج هذه عبئاً علينا". وفسر رأيه بأن فشل خطة الدمج مرهون ببقاء الأنظمة الحالية، مثل استمرار وجود مجالس الجامعات، والصلاحيات المقتصرة بيد الوزير. وأردف قائلاً: "يجب إعطاء الصلاحيات للجامعات للتحرر من القيود. نحن في عصر جديد، وريادة جديدة، ولا بد من مراجعات جديدة ".

 

 وطالب الدكتور فيلالي بإعادة هيكلة الوزارة من جديد شاملةً الهيكلة الإدارية والمالية، وإعادة توصيف الصلاحيات، ورسم رؤية وخطة متكاملة للتعليم، تصب في التنمية البشرية على المدى البعيد.

 

 كما انتقد الدكتور عصام فيلالي حال جامعات الأطراف والتقصير في حقها، وقال: "هذه الجامعات بيئة غير جاذبة لأعضاء هيئة التدريس؛ إذ لا بد من وجود بنى تحتية متكاملة للمناطق التي تحيط هذه الجامعات؛ وذلك لكسب واستقطاب الكفاءات العلمية ".

 

 من جهة أخرى، نادى الدكتور الخبتي بوقفة من وزير التعليم، تنظر في التعليم الأهلي، وتحلل أسباب انسحاب أصحاب المليارات من التعليم الأهلي للإجراءات المتعسفة والصعوبات المرتبطة مع ذلك بوزارات عدة. وقال مختصراً رأيه: "أعطِ التعليم الأهلي ما يريده، ثم افرض عليه الرقابة".

 

 وكشف الخبتي عن الإمكانيات التي تستوعبها مدارسنا لفتح أبوابها للأنشطة الطلابية الليلية، وقال في ذلك: "تستوعب المدارس فتح أبوابها الليلية لإقامة الأنشطة الترفيهية الرياضية والفنية، وبالإمكان توظيف مرشدين متخصصين لهم. هذا لن يكلف شيئاً أمام ثمن علاج مشكلات الشباب بين الانحراف أو التطرف". وقال: "غياب الأوعية التي تستوعب طاقات الشباب، وسحب شعار التربية من الوزارة، يشيران لضياع تلك الرسالة من المناهج غير التعليمية ".

 

 وأطلق د. الخبتي اعترافاً جريئاً حين قال: "نحن لا نعرف حتى الآن ما هي مشكلة الشباب؛ لأننا نجتمع لإخراج حلول فوقية، نسقطها على الشباب". وتابع بقوله: "اختلف المسرح المجتمعي اليوم، وأصبح مضاداً لما كان عليه. مصدر الفكر الآن مجهول، لا نعرف مصادره، ولا محتواه. هناك لحظة حرجة، يتحول فيها فكر الشاب بدافع وحاجة معينة. علينا معايشة الشباب بأفكارهم، والخروج بالقضايا من الأسفل للأعلى، وتكريس الجهود لدراسات تتبعية ".

 

 وختم الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم حلقته المعنونة بـ "دمج التعليم.. زواج هجين أم تحدي المرحلة؟" مع ضيفيه الدكتور علي الخبتي والدكتور عصام فيلالي مساء اليوم الجمعة عبر قناة فور شباب قائلاً إن "الركيزة الأولى هي المعلم في المدرسة؛ فهو أساس العملية التربوية، فإن إكرامه وتحفيزه وتمييزه وظيفياً، وقياس أدائه ومحاسبته، يحقق جُل الأهداف التي رُسمت من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية. كذلك وضع الأستاذ الجامعي يحتاج إلى التفاتة.. مؤسف جداً أن قيمة لاعب كرة قدم واحد تساوي مئة عقل أستاذ جامعي".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق