الثلاثاء، 19 أبريل 2016

صورة الدول العربيه وخصوصا المسلمه في إمريكا

إن الصورة الراهنة للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة هي نتاج تراكمات ثقافية وحضارية تكونت عبر قرون تعود - كما يرى بعض المؤرخين - إلى فترة الحروب الصليبية ذاتها، مرورا بعصور الاستعمار الأوربي ونشأة أمريكا، ووصولا إلى الفترة التالية للحرب العالمية الثانية ثم المرحلة الراهنة وتبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر الخطيرة على صورة الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة، ويتناول المقال الراهن باختصار تبعات المراحل التاريخية الكبرى السابقة على صورة الإسلام والمسلمين الراهنة في أمريكا.

الإسلام في الهوية الغربية

يوضح ديفيد بلانكس ومايكل فراستو في مقدمة كتاب قاما بتحريره عن "رؤية الغرب للإسلام في العصور الوسطى" (1999) أن جذور رؤية الغرب الراهنة للإسلام والمسلمين تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي الذي شهد بداية الحروب الصليبية والمراحل الأولى لنشأة الهوية الغربية الحديثة.

ويقول الكاتبان أن الأوربيين في تلك الفترة كانوا محاصرين بحضارة أكثر قوة وتقدما وهي الإسلام، وأنهم فشلوا في هزيمة هذه الحضارة خلال الحروب الصليبية كما رفضوا فهما، لكنهم شعورا دائما بتهديدها الحضاري والديني لهم، لذا لعب الإسلام دورا أساسيا في تشكيل الهوية الأوربية ومن ثم الغربية الحديثة.

ويرى المؤلفان أن الإسلام لعب دور شبهاه "بنيجاتيف الصورة" في تشكيل رؤية الأوربي المسيحي المثالية لنفسه، إذ عمد الأوربيون إلى تشويه صورة منافسيهم (المسلمين) كأسلوب لتقوية صورتهم الذاتية عن أنفسهم، وبناء ثقتهم في مواجهة عدوا أكثر قوة وتحضرا.

وفي الكتاب نفسه يرى دانيال فيتكس - وهو أستاذ آداب بجامعة ولاية فلوريدا الأمريكية - أن نظرة الغرب الحديثة للإسلام ولدت في فترة كانت علاقة أوربا بالإسلام فيها هي علاقة خوف وقلق، مما دفع الأوربيين لتعريف الإسلام تعريفا "ضيقا كاريكاتوريا" كدين يملئه "العنف والشهوة" يقوم على "الجهاد العنيف" في الحياة الدنيا و"الملذات الحسية الموعودة" في الآخرة، كما نظروا للرسول محمد (ص) على أحسن تقدير على أنه واحد من اثنين، إما "قس كاثوليكي فشل في الترقي في سلم البابوية" فقرر الثورة ضد المسيحية أو أنه "راعي جمال فقير تلقى تعليمه على يد راهب سوري" ليشكل دينا جديدا من "قشور العقيدتين المسيحية واليهودية".

كما نظر الأوربيون إلى حياة المسلمين الأخلاقية نظرة مزدوجة فمن ناحية نظروا إلى حجاب المرأة المسلمة كتعبير عن "السرية والقهر" والفصل بين الرجل والمرأة، وفي نفس الوقت نظروا للحجاب على أنه مصدر "فجور واستباحة أخلاقية مستترة" خلف الحواجز والأسوار.

وقد انتقلت هذه الصورة المشوهة - كما يري جون اسبزيتو – أستاذ دراسات الأديان والعلاقات الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية – في كتاب "التهديد الإسلامي: حقيقة أم أسطورة؟" (1992) – إلى بعض أهم قادة الإصلاح الفكري والديني في أوربا، وعلى رأسهم مارتن لوثر - زعيم حركة الإصلاح البروتستانتي – الذي نظر للإسلام على أنه "حركة عنيفة تخدم أعداء المسيح لا يمكن جلبها للمسيحية لأنها مغلقة أمام المنطق، ولكن يمكن فقط مقاومتها بالسيف".

معرفة الإسلام للسيطرة عليه

مع دخول عصر النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر دخلت نظرة الغرب للإسلام مرحلة جديدة وصلت إلى قمتها خلال عصور الاستعمار الأوربي الذي اجتاح شرق العالم القديم خلال القرن التاسع عشر الميلادي.

ويرى إدوارد سعيد في سلسلة من مؤلفاته على رأسها الاستشراق (1978) أن معرفة الغرب للإسلام في هذه المرحلة كانت بغرض السيطرة عليه وليس فهمه، وأن عمليه المعرفة هذه تمت بشكل منظم نسبيا تعاونت فيه مؤسسات الفكر والمعرفة الأوربية تعاونا وثيقا مع مؤسسات الاستعمار الأوربية الرسمية لمدها بالمعرفة اللازمة للسيطرة على المجتمعات المستعمرة.

وخلال هذه المرحلة نظر الغرب للشرق - بما في ذلك العالم الإسلامي – بأسلوب أصبح الآن نموذجا يدرس عن التشويه المتعمد الذي يمكن أن تقوم به حضارة ما لصورة حضارة أخرى، ومن أهم عناصر هذا الأسلوب ما يلي:

أولا: النظر للشرقي أو للمسلم على أنه الآخر المستقل تماما عن الأنا أو الذات الأوربية.

ثانيا: تنظيم علاقة الأوربي مع الأخر من خلال سلسلة من الثنائيات الفكرية يضع كل منها الآخر الشرقي أو المسلم في مقابل الأنا الأوربي على طرفي نقيض في مختلف جوانب الحياة، فعلى سبيل المثال تم النظر للشرقي على أنه متخلف وحشي في مقابل الغربي المتقدم المتحضر، كما نظر الغربي للشرقي على أنه جاهل فقير في مواجهة الغربي المتعلم الثري، كما رأى الغربي الشرقي على أنه داكن ضعيف في مقابل الغربي الأبيض القوي.

ثالثا: وقفت المؤسسات الاستعمارية خلف التقسيم الثنائي السابق لدعمه سياسيا واقتصاديا وثقافيا على أرض الواقع من خلال مساعيها لربط الشرق بما في ذلك العالم الإسلامي بأوربا من خلال روابط مؤسساتية استعمارية تضمن بقاء الشرق الطرف الأضعف على طول الخط في علاقته بالإمبراطوريات الأوربية، ولذا سعى الاستعمار لتكريس استغلاله واستنزافه الاقتصادي للشرق ولإضعاف اللغات والأديان والثقافات الشرقية الأصلية ولمحاربة ظهور الحركات السياسية والاجتماعية الوطنية في الشرق والعالم الإسلامي على مدار عقود الاستعمار.

رابعا: وقف الغرب موقفا منزعجا ومتشددا وأحيانا انتقاميا تجاه الجماعات الشرقية أو المسلمة التي خرجت عن التقسيم الثنائي السابق وحاولت امتلاك أدوات القوة الغربية مثل اللغة وقوة الاقتصاد وفهم السياسة والقانون وأساليب العمل الإعلامي للتقريب بين مواقف المجتمعات الشرقية المستضعفة والغرب المستعمر.

خامسا: النظرة السابقة لعبت دورا مزدوجا خطيرا في تشكيل صورة الإسلام والمسلمين لدى الغرب، الدور الأول هو تشويه هذه الصورة، والثاني هو تبرير الاستعمار الأوربي واستنزاف أوربا المنظم لثروات الشرق والعالم الإسلامي تحت عنوان تحريره ومساعدته على الرقي والتحضر.

هل ورثت أمريكا نظرة الاستعمار الأوربي للإسلام؟

مع تفكك الإمبراطوريات الأوربية في منتصف القرن العشرين وصعود الولايات المتحدة كقوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية رفض بعض المفكرين النظر إلى أمريكا على أنها وريثة الاستعمار الأوربي ونظرته للعالم خاصة أن أمريكا نفسها استعمرت من قبل الإمبراطوريات الأوربية.

ولكن هذا الرأي لم يصمد أمام تيار من الكتابات المتعلقة بالعلاقة بين الغرب والشرق في فترة ما بعد الاستعمار والتي رأت أن الولايات المتحدة هي وريث شرعي للاستعمار الأوربي، ولكن في صورة جديدة، وهي الإمبريالية، والتي تقوم على استغلال ثروات الشعوب الفقيرة بشكل منظم ومستمر دون استعمارها. كما رأى أصحاب هذا التيار أن أمريكا تميزت عن الاستعمار الأوربي بممارستها الاستعمار الداخلي في حق أهل البلاد الأصليين الذين تم استئصالهم وفي حق موجات الأفارقة الذين تم استقدامهم لأمريكا وإخضاعهم لأسوء أنواع الاستعمار وهو العبودية.

ويقول أصحاب هذا الاتجاه أن العلوم الاجتماعية الأمريكية – وخاصة علم دراسات المناطق الأمريكي - ورثت نفس نظرة الأوربيين للشرق وللعالم الإسلامي، إذ سعى الأكاديميون الأمريكيون إلى تقسيم العالم غير الغربي إلى مناطق ومستويات وفقا للمصالح الاقتصادية والسياسية الأمريكية تحت إشراف ودعم الحكومة الأمريكية ذاتها.

وقد وجه إدوارد سعيد نقدا واسعا للمؤسسات الأكاديمية الأمريكية فيما يتعلق بأسلوب دراستها للإسلام في كتابه "تغطية الإسلام: كيف يحدد الإعلام والخبراء رؤيتنا لبقية العالم" (1997)، ويقول سعيد في كتابه أن برامج دراسات الإسلام بالجامعات الأمريكية تحددها في الغالب "الضغوط المعاصرة الملحة" المسيطرة على العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، كما يهيمن عليها عدد من الأفكار العامة المنعزلة عن الواقع وعما يدور في العلوم الاجتماعية الأمريكية الأخرى.

ويرى سعيد أن الأوضاع السابقة جعلت من "المقبول أن يقال عن الإسلام (بالجامعات الأمريكية) ما لا يقبل قوله عن اليهودية أو عن الآسيويين أو عن الأفارقة، وجعلت من الممكن أن تكتب دراسات (أمريكية) عن التاريخ والمجتمعات الإسلامية تتجاهل جميع المبادرات الكبرى في نظريات التفسير الاجتماعي".

أما على ساحة سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط وموقف صناع القرار الأمريكي من الإسلام والمسلمين، فيرى دوجلاس ليتل في كتاب "الاستشراق الأمريكي: أمريكا والشرق الأوسط منذ 1945" (2002) أن "فهم مواجهات أمريكا مع الشرق الأوسط بعد عام 1945 يتطلب فهم الخلفية الثقافية والصور النمطية العنصرية التي يعتقد بها غالبية الأمريكيين" تجاه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

وعلى هذا الصعيد يرى ليتل أن الثقافة الشعبية الأمريكية امتلأت بأفكار تمييزية ضد "المسلمين واليهود وشعوب الشرق الأوسط" خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين إذا نظر الأمريكيون لتلك الشعوب بصفة عامة على أنهم "متخلفون ومنهارون وغير موثوق بهم"، وبعد الحرب العالمية الثانية والهلوكوست خفت موجة العداء للسامية إلى حد ما – في أمريكا - بعد أن بدأ الأمريكيون في النظر إلى اليهود على أنهم "غربيون" بينما استمروا في النظر للمسلمين على أنهم "شياطين" و"إرهابيين معادين للغرب".

ويعيد ليتل جذور التحيز الأمريكي تجاه الإسلام والعالم الإسلامي إلى مواقف الآباء المؤسسين للولايات المتحدة من الإسلام والمسلمين، ويقول أن الآباء المؤسسين لأمريكا نظروا للعالم الإسلامي على أنه "مناقض لنظام الجمهورية" الذي وهبوا حياتهم للدفاع عنه، واستمرت هذه الرؤية تتحكم في مواقف صناع القرار الأمريكي تجاه الشرق الأوسط، إذ عبر الرئيس الأمريكي تيودر روزفلت في لقاءات خاصة عام 1907 عن اعتقاده بأن "من المستحيل أن نتوقع أية تقدم أخلاقي وفكري ومادي أينما يسود المحمديون"، كما تبني المقربون من الرئيسين جون كيندي وليندون جنسون "نظرة هيراركية للأعراق والثقافات يحتل فيها العرب مكانة أسفل الإسرائيليين".

ولذا يرى ليتل أن سياسة أمريكا تجاه العرب منذ عام 1945 حددها عاملان ثابتان وهما مصالح أمريكا في الحصول على البترول العربي وحماية أمن إسرائيل واحتواء بعض الأنظمة العربية، والعامل الثاني هو "الاستشراق الأمريكي"، والذي عرفه ليتل على أنه "ميل لإساءة تقدير قدرات شعوب المنطقة والمبالغة في تقدير قدرة أمريكا على تحويل الأوضاع السلبية إلى أوضاع أفضل".

وكما تحدث ليتل وآخرون عن دور الإعلام الأمريكي في دعم رؤية أمريكا الإستشراقية تجاه الإسلام والمسلمين، ومن أبرز وجوه هذا الدعم هو حرص وسائل الإعلام الأمريكي – كمجلة ناشيونال جيوغرافيك أو (الجغرافيا الوطنية) الأمريكية العريقة - على تصوير مظاهر التقدم والازدهار في إسرائيل وما تتمتع به من طرق سريعة واسعة ومنشئات حديثة تشبه نظيرتها الأمريكية وفتيات صغيرات يزرعن الزهور في حدائق منازلهن، في الوقت الذي تم فيه التأكيد في صور العرب على سباقات الخيول وحياة الصحراء والطرق الفقيرة والمباني المتهدمة والعجائز الفقراء المستضعفين أو المسلحين المتهورين.

صورة الإسلام في أمريكا بعد 11 سبتمبر

كتب إدوارد سعيد في 2 أغسطس 2003 في جريدة الجارديان البريطانية يقول "قد أتمنى أن أقول أن الفهم العام للشرق الأوسط وللعرب وللإسلام في أمريكا قد تحسن (بعد 11/9)، ولكنه في الحقيقة لم يتحسن"، وأضاف سعيد قائلا أن رفوف المكتبات الأمريكية بعد 11 سبتمبر امتلأت بكتب عن الإسلام ولكنها كتب سيئة "مليئة بعناوين رئيسية صارخة عن الإسلام والإرهاب والتهديد العربي والخطر الإسلامي".

أما الإدارة الأمريكية – كما يرى سعيد - فقد أعطت أذانها لبعض أشهر المستشرقين الغربيين مثل برنارد لويس والذي استدعته الإدارة لعرض أفكاره عن الإسلام على العاملين بالبيت الأبيض، ويروج لويس لفكرة أن نظرة المسلمين للغرب والولايات المتحدة في الفترة الراهنة يحكمها شعورهم بالمهانة الدولية بعد سقوط حضارتهم وحقدهم على الغرب المسيحي المتقدم، وهي نظرية ضمنها في كتابه الواسع الانتشار في الفترة الحالية "ماذا حدث خطأ؟ الصراع بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط" (2003).

كما رأي آخرون أن تقسيم الرئيس جورج دبليو بوش للعالم إلى "خير" و"شر" وإلى عالم "متحضر" وأخر "غير متحضر" – وأن حديث رئيس الوزراء الإيطالي سيلفو بيرلسكوني في سبتمبر 2001 عن "سمو الحضارة الغربية مقارنة بالحضارة الإسلامية" – يمثلان "رأس جبل جليد" مليئ بالرؤى العنصرية ضد الإسلام والمسلمين في الغرب والولايات المتحدة خلال الفترة الراهنة.

وقد تجلت هذه الرؤى العنصرية في موقف بعض قيادات اليمين الأمريكي المتدين تجاه الإسلام، إذا يقول ديفيد فروم – وهو كاتب خطابات سابق في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش - في كتاب "الرجل المناسب: الرئاسة المفاجئة لجورج دبليو بوش" (2003) - أن قيادات اليمين الأمريكي المتدين الذين يمثلون أقوى القواعد الجماهيرية المساندة لبوش شعروا بغضب شديد تجاه موقف بوش من الإسلام والمسلمين في أعقاب أحداث سبتمبر لأن بوش وصف الإسلام بأنه "دين سلام".

ولم يفوت قادة اليمين الفرصة للرد على تصريحات بوش، إذ وجه عدد كبير منهم إساءات خطيرة للإسلام، إذ رفض فرانكلين جرام وصف الإسلام بأنه "دين مسالم"، ووصف جيري فالويل الرسول محمد (ص) بأنه "إرهابي"، وقال بات روبرتسون أن الإرهابيين لا "يحرفون الإسلام !! إنهم يطبقون ما في الإسلام".

كما امتلأت الأسواق الأمريكية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأمريكيين تطرفا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس - مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أمريكا" (2003) - وستيفن إمرسون - مؤلف كتاب "جهاد أمريكي: الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا" (2003) - والذين روجوا لنظرية أن المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا والغرب هم أعداء مقيمين بالولايات المتحدة يتحينون الفرص للانقضاض عليها ومن ثم يجب السعي لمراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم.

كما ظهرت مجموعة أخرى من الكتابات الساعية إلى خدمة جهود مؤسسات السلطة الأمريكية في حربها على الإرهاب بالتنظير لفكرة تدخل أمريكا لإعادة تشكيل العالم الإسلامي عن طريق دعم أمريكا المباشر لأطراف مسلمة ترى أنها أكثر تعاطفا تجاهها، ومن هذه الدراسات دراسة أصدرتها مؤسسة راند الأمريكية العريقة للأبحاث بعنوان "الإسلام المدني الديمقراطي" (2003)، والتي دعت صراحة لتبني سياسات أمريكية من شأنها مساندة الجماعات المسلمة العلمانية والتقدمية ماليا وسياسيا وإعلاميا، والدراسة على الرغم من ضعف قيمتها العلمية تمتلك أهمية سياسية لدورها في خدمة السلطة ولعلاقتها المباشرة بها لكون مؤلفتها شيرلي برنارد هي زوجة زلمي خليلزاد السفير الأمريكي الحالي في أفغانستان وأحد المقربين من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.

في الخاتمة نحب أن نشير إلى أن الخلفية الثقافية والحضارية لصورة الإسلام في الولايات المتحدة ليست السبب الوحيد لما يشوب علاقة أمريكا بالعالم الإسلامي في الفترة الحالية من توتر فهناك عوامل أخرى عديدة تساهم في ذلك من بينها التصرفات المشينة التي تقوم بها بعض الأطراف المسلمة أو الأمريكية ضد الطرف الأخر، وتراث الأفكار النمطية السلبية التي يمتلكها كل طرف عن الأخر، ودور المصالح المادية في إشعال الخلاف بين الطرفين، وما مقالتنا هذه إلا محاولة لتسليط الضوء على أحد أهم أسباب الخلاف القائم بغرض الوعي به ومواجهته من خلال الأساليب العقلانية المناسبة.

بحث عن وكالة الانباء العالميه "رويترز"

وكالات الانباء العالميه هي :

1- وكالة أستوسييتد برسASSOCIATED PRESS) )
2 - وكالة اليونايتد برس أنترناشنال UNITED PRESS INTERNATIONAL) )
-3 رويترز( RUTERS) 
4- وكالة الصحافة الفرنسية( ASSOCIATED FRANCE PRESS)

سوف نتحدث اليوم عن وكالة (رويترز) :

رويترز هي وكالة أنباء عالمية لجمع المعلومات المتخصصة للمحترفين في قطاع خدمات المال والإعلام والأسواق العالمية المختلفة. يعتبر البعض أن المعلومات التي تقدمها رويترز عالية الموثوقية ويبني عليها العديد من متخذي القرارات في العالم قراراتهم. يعد جوليوس رويتر الألماني الأصل من اكتشف أهمية الحمام الزاجل في سرعة نقله للخبر سنة 1848 وذهب بهذه الفكرة إلى باريس.

تأسست رويترز في آخر عام 1851 عن طريق مؤسسها رجل الأعمال الألماني جوليوس رويتر وقد بدأت بالأخبار المالية، ثم توسعت في عام 1858 لتغطي الأخبار العامة كذلك. ومن الأخبار الأولى المهمة التي غطتها وكالة رويترز آنذاك الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1861 و1865.

يقع مقرها الرئيسي في ثلاثة ميدان التايمز بنيويورك ، كما تبلغ عائداتها السنوية حوالي إثني عشر مليار دولار وذلك وفقا لإحصاء عام 2011 كما يبلغ عدد العاملين 55 ألف عامل متوزعين علي نحو 100 دولة حول العالم.

يعمل في رويترز عدة آلاف من الصحفيين, وفي كثير من الأحيان يكون ذلك على حساب حياتهم، ففي مايو عام 2000 قُتل المراسل الأمريكي كورت شورك، في كمين أثناء أداءه لمهامه في دولة سيراليون

نسب طومسون رويترز لقائمة Ethisphere في 2012 في العالم الشركات الأكثر أخلاقية للسنة الرابعة على التوالي

ما يعرفه معظم الناس عن «رويترز» هو أنها أكبر وكالة أنباء في العالم، كون انهم يسمعون اسمها باستمرار من خلال وسائل الاعلام المختلفة. بالاضافة الى كونها أكبر مزود للاخبار المالية في العالم، حيث يعتمد عليها معظم المؤسسات الاستثمارية في العالم للحصول على المعلومات التي تساعدهم في اتخاذ قراراتهم، من خلال ما يقرب من 650 ألف شاشة تبث في جميع أنحاء العالم. الا أن ما لا يعرفه الناس هو أن جميع هذه الخدمات الاخبارية لا تشكل سوى 8 بالمائة من حجم أعمال «رويترز»، في حين أن نسبة 92% الباقية هي من أعمالها كشركة تقنية معلومات تستخدم أحدث التقنيات لاعطاء قيمة أكبر للمعلومات، أو «اضافة قوة التقنية الى قوة المعلومات»، كما قال لنا مايكل كولبي، مدير عام «رويترز» في منطقة الشرق الأوسط، عندما حاورناه للتعرف أكثر على هذه الشركة الفريدة التي تأسست قبل 150 عاما وما زالت في شبابها، حسبما افاد، عندما حادثنا من مقر الشركة الاقليمي في مدينتي دبي للانترنت والاعلام الذي يخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في علاقة بدأتها «رويترز» مع العالم العربي منذ العام .1891 ويقول كولبي، وهو بالمناسبة لبناني، «لم تتوقف «رويترز» طيلة سنوات عملها عن استخدام أحدث التقنيات التي تظهر في كل عصر لتقديم أكبر كمية من المعلومات بأسرع وآمن طريقة ممكنة»، كما انها لم تتأخر عن القيام باستثمارات كبيرة في شركات عاملة في مجالات التقنية، بما في ذلك امتلاكها 44 في المائة من شركة «تيبكو سوفتوير» (TIBCOSoftware)، وهي موفر متخصص لحلول تكامل الأعمال، لمساعدة الشركات على ادارة التغيير وتحقيق الربح منه، من خلال وصل البيانات والتطبيقات واجراءات الأعمال ببعضها البعض في الزمن الحقيقي. وتقول «رويترز» أن هناك أكثر من 1200 شركة حول العالم تستخدم حلول «تيبكو»، من بينها «سيسكو» و«غيتواي» و»هيوليت ـ باكارد» وو»سيغيت» و»ياهو،»، وغيرها.

ومن الأمثلة على الحلول التقنية التي تقدمها «رويترز» في العصر الحاضر نظام ادارة المخاطر الذي تنتجه، وهو تطبيق برمجي تستخدمه المؤسسات المالية والمصارف لاعطائها وسيلة أفضل لادارة استثماراتها المخاطرة، اذ انه يعطي المؤسسة معلومات لحظية عن الوضع الاستثماري لها مثل قيمة الاستثمار ووضعه في السوق والمخاطر التي تكون ناجمة عن تحرك السوق باتجاه أو بآخر، وذلك في أي وقت. ويضيف كولبي قائلا «لقد أصبح هذا النظام أحد الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها النظام المصرفي ويعتمد عليها لحماية نفسه من الصدمات والمخاطر التي كثيرا ما هزته» وأوضح أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي قد زادت الوعي بضرورة استخدام أنظمة ادارة المخاطر، لدرجة أن هناك بنوكا مركزية في بعض البلاد قد أصبحت تفرض على البنوك التي تتبعها استخدام مثل هذه الأنظمة. كما أشار الى أن هذه النوعية من الأنظمة الحساسة تحتاج في العادة أشهرا لتركيبها وادخال البيانات اليها، كما أنها تكلف مئات الآلاف وأحيانا الملايين من الدولارات.

الا أن هذا النظام ليس هو الوحيد الذي تقدمه «رويترز»، اذ أنها وراء كل التقنيات المستخدمة في بورصة «ناسداك» الاميركية في الولايات المتحدة ونظيرتها الأوروبية «ايسداك»، والتي تساعدها على معالجة أكثر من 8 آلاف عملية بيع وشراء في الثانية الواحدة الكترونيا وفي كل يوم. ولهذا فقد جعلت هذه التقنيات من «رويترز» أحد الأوجه الأساسية للحركة الاقتصادية في العالم، على حد تعبير مايكل كولبي.

ومن الأنظمة الأخرى التي توفرها «رويترز» الأنظمة الوسيطة (MiddleWare)، التي تحل مشكلة تعدد واختلاف الأنظمة التقنية والمعلوماتية في المؤسسات، بتوفير ما يجعلها قادرة على التعامل وتبادل المعلومات فيما بينها مع اختلافها، مما يوفر على هذه المؤسسات الكثير فيما لو أنها اتجهت الى حل المشكلة بمحاولة توحيد هذه الأنظمة. ويقول مايكل كولبي ان هذا التطبيق ذو أهمية كبرى لانجاح مبادرات الحكومة الالكترونية، التي تتطلب تجميع المعلومات من مصادرها المختلفة لوضعها في حوزة من يطلبها بأسرع وقت. وقد استخدمت «رويترز» خبرتها في التقنية لتقوم هي نفسها باختراع برمجيات وحلول مناسبة لتحسين أداء المؤسسات المالية، مع توفير كل ما يترتب على ذلك من أجهزة تتناسب والعمليات الكثيرة المعقدة التي تميزها. كما أن لديها فريقا كبيرا في جميع أنحاء العالم متخصصا بتقديم مثل هذه الحلول. حيث أنها تعتمد على ما يسمى بمجموعة الحلول، والتي تتكون من مجموعة الاستشارات التي تضم خبراء في الأعمال لفهم احتياجات المؤسسات، وخبراء في التنفيذ لتركيب وتثبيت الأنظمة. وقد بدأت «رويترز» علاقاتها في العالم العربي منذ سنوات طويلة، اذ أنها كانت تنقل أخبار بورصة القطن من الاسكندرية منذ العام 1891، كما أنها افتتحت مكتبها في البحرين منذ 70 عاما. أما الآن فإن لديها العديد من المكاتب في أغلب العواصم العربية، 10 منها في منطقة الخليج العربي لوحدها، وثلاثة منها في السعودية فقط، التي أصبحت المزود الأول والأساسي للأخبار الاقتصادية فيها، كما يقول كولبي، الذي صرح بأن استخدام أنظمة ادارة المخاطر في السعودية بدأت بالتوسع بشكل مميز بدليل وجود بنك كبير يعتمد عليها حاليا، وبنك آخر سيعلن عن اسمه قريبا. وأضاف انه وبشكل عام فان هناك أكثر من 20 مؤسسة مصرفية تعتمد على نظام «رويترز» لادارة المخاطر، 12 منها في الخليج، وأن هذا الرقم في ازدياد مستمر. ويرى كولبي أن في هذا دليل خير على ازدياد الوعي في مصارف الشرق الأوسط لأهمية هذه الأنظمة، التي ستزيد من ثقة المستثمرين بها. ويقول مايكل كولبي «ان من الأدلة التي تثبت اهتمام «رويترز» المتزايد في المنطقة العربية هو حضور رئيس الشركة الى منطقتنا بنفسه لحضور احتفالاتها بعيدها المائة والخمسين». وهي سنوات استطاعت فيها «رويترز» أن تحقق فيها الكثير وأن تصل ميزانيتها فيها الى عدة مليارات من الدولارات، من أعمال محركها الرئيسي هو المعلومات والأخبار.