تخطيط إعداد حملة صحفيه إعلامية وطنية للقضاء على آفة المخدرات
مــوضوع الحملة :
تعتبر حملات التوعية الاعلامية بمثابة نور أو طريق الى العودة إلى المسار الصحيح ,وهي بالتأكيد ضرورة ملحة لدول العالم النامية التي تفتقد نوعاً ما إلى أسلوب التوجيه المحكم وإلى الطرق التي من خلالها يمكن أن يبصر المجتمع المتضرر من مشكلة ما طريق الرقي والتحضر والتطور ,لذلك وجب علينا في البداية أن نعد هذه الخطة لملامسة المشكلات التي تندرج تحت الاطار السلوكي في المجتمع والتي تعبر عن المجتمع وتعبر عن سلوكيات فردية لها مضار جماعية ومن تلك السلوكيات ,الاتجاه نحو المخدرات ,لذلك وجب أن يكون الموضوع عن تلك الآفة التي مع مرور الوقت تأكل الأخضر واليابس ,ولهذا فحملات التوعية العامة وخاصة الاقناعية تواجه مشكلات لذلك يجب عند التخطيط ,اتباع الخطوات التالية :-
أولا: تحديد المشكلة
ونرمي هنا إلى جمع كافة المعلومات والاحصاءات عن المشكلة سواء أكان دراسات سابقة من مؤسسات مختصة في حل هذه المشاكل ومن ثم دراستها ,والنظر إلى أبعاد المشكلة الحقيقية عن أضرار المخدرات ومن هنا تكمن مشكلة الحملة بأن ظاهرة المخدرات بدأت في التزايد في كافة أوساط المجتمع والواقع يشير أن الأضرار منه بدأت تأخذ منحى مرتفع عما كان عليه سابقا ,واذا ما بقي الوضع الراهن على ما هو عليه سوف تتزايد الأضرار الصحية والمخاطر الناجمة عن المخدرات ,ومن هذا المنطلق يجب البدء بعملية دراسية ميدانية لتحديد المشكلة من خلال اجراء مقابلات جماعية مع الجماهير ذات العلاقة بالمشكلة للتعرف على الجمهور وأخذ انطباعاتهم حول المشكلة وأسبابها ,ومن ثم الانطلاق نحو طبقة أخرى وهي المسؤولين ومنها نضع الطبيب المعالج لحالة ما ورجال الدين ,ومسؤولين في وزارة الصحة وصناع القرار من رجال أعمال الخ ...
ثانيا : الأهداف العامة للحملة
تعتبر الاهداف العامة هي الاهداف طويلة المدى و هي الغايات والمقاصد الأساسية للطبقة التي تدور عليها الحملة أي هي الجوهر الأساسي للتغيير السلوكي وهي جوهر الحملة والتي من أجلها يتم العمل ومن أجل تحقيقها والتعريف بها لدى الطبقة المتضررة والبيئة المحيطة بتلك الطبقة من أجل الحد والتقليل من نسبة ما من الضرر المترتب على قضية ما وعلى سبيل المثال بالنسبة للمخدرات فأهدافها العامة هي كالآتي :
1- عرض حقيقة المخدرات والمضار المترتبة عليها من أمراض متعددة تصيب الانسان المصاب بإدمانها والتحذير من أنها تصل بمتعاطيها إلى الوفاة المبكرة ,والتأكيد على أن معظم المتعاطين للمخدرات يأملون لو أنهم بامكانهم الاقلاع عنها ,ولكنهم يجدون صعوبة بعد الادمان .
2- التأكيد على المضار المادية المستهلكة للمخدرات وكم من مبالغ طائلة قد يدفعها المتعاطي من أجل الحصول على المخدر ,وإيضاح الجانب الآخر الجيد الذي بإمكانه أن يصرف ماله عليه بدلا من تحويل ماله إلى سلعة قد تودي بحياته .
3- عرض المخاطر النفسية والاجتماعية لدى المتعاطي مع غيره من الناس ,والانطوائية والانعزال الذي ينجم عن ذلك وعدم اختلاط القريب والبعيد به ,وشعوره بالوحدة التي من شأنها أن تزيد من ادمانه على المخدرات واعتبارها المخلص الوحيد من تلك الانفرادية التي هي بالأساس من سبب تلك الآفة .
4- قيادة توعية للشباب ويقودها الشباب بأنفسهم للتوعية من مخاطر المخدرات وخصوصا في المدارس في المراحل الاعدادية والثانوية .
ثالثا: الأهداف الخاصة
وهي الأهداف قصير المدى وهي المشتقة بالأساس من الأهداف العامة ولكنها قابلة للتنفيذ خلال مدة زمنية قصيرة وبالتحديد في مشكلة المخدرات تأتي الأهداف الخاصة كالتالي :
1- معرفة ما نريد عمله بالضبط والى من نتوجه بهذا الخصوص من وزارة الصحة وأطباء مشرفين على مرضى يتلقون العلاج وزيارة مناطق تنتشر بها هذه الآفة وتحديد الاطار الخاص بالطاقم من توجيه دقيق ومحكم من قبل المؤسسة وبتنسيق مع كافة الأطر العاملة في هذا المجال .
2- أن تكون الحملة قابلة للقياس فيتم وضع نسبة مئوية للتغيير المطلوب احداثه وقياس مدى التغير الذي حدث ومقارنته بالتغيرات السابقة من عملية وحملات توعية سابقة في هذه المشكلة .
3- أن لا نبعد كثيرا في التوقع وأن تكون أهدافنا قابلة للانجاز ونضع حدا لأقصى طموحاتنا فلا نبالغ بالأساس من احتمالية انجاز ما ويكون مع قدر المعطيات الموجودة في هذا الشأن وتكون قابلة للتحقيق.
4- وضع وقت وميعاد محدد يحدث به التغيير المرجو أي قياس نسبة زمنية من خلالها يمكن الإحساس بوجود تغيير .
رابعا : تحديد الجمهور المستهدف من الحملة
لكي تحقق الحملة أهدافها التي بنيت على أساسها فإنه لا بد من تحديد الجمهور وبصورة أخرى فإنه ينقسم هذا الجمهور إلى قسمين أساسيين :
1- الجمهور الأول : هو الجمهور الذي يطمح المخططون والمنفذون لتلك الحملة من الوصول إليه والعمل لأجله ليس من ناحية واحدة فقط بل من جميع النواحي سواء أكانت اقتصادية او اجتماعية أو فكرية أو عمرية وهذا من شأنه أن يساعد في اختيار الرسالة والوسيلة الاعلامية في حملة التوعية ,فحملة التوعية ضد المخدرات لا تستهدف فئة عمرية وتستثني فئة أخرى بل تعرض كافة الأضرار على جميع الفئات ,فالمخدرات من أهم أسباب تعاطيها هو الصديق فقل لي من تصاحب أقل لك من أنت ,وهذا يندرج تحت اطار التقليد للصديق ,وأيضا من تلك الأسباب عدم وجود الوازع الديني لدى أغلب الشباب الذي من شأنه أن يكف المتعاطي عند عرض تلك الآفة أمامه , ومن المهم أيضا ذكر المشاكل العائلية والضغوط النفسية التي تتولد جراء تلك المشاكل التي من شأنه أن تزرع اللامبالاة واللامسؤولية في نفس المتعاطي فينجرف وراء همومه التي تقوده إلى تلك الآفة ,وتوفر المال أيضا لدى الشباب دون التوجيه الأسري والعائلي المحكم لتلك الأموال وكيفية صرفها وأين الطريق للصرف مبالغ مالية بأيدي شباب غير موجه .
2- الجمهور الثاني : هو الجمهور الذي يمكن أن يساعد في نجاح الحملة بسبب اتصاله المباشر وغير المباشر في الجمهور الأول ويعتبر جمهور غير تقليدي ومن المحتمل أن يكون لهم تأثير وهم يتمثلون في :الجماعات المهنية ,الأطباء ,العاملون الصحيون ,المعلمون ,المربون ,العاملون الاجتماعيون ,الزعماء الدينيون,زعماء المجتمع المحلي ,الشخصيات الرياضية ,الفنون ,المانحون من رجال الأعمال ولهم دور في الحملة لا يقتصر فقط على بعض الأنشطة الموجهة للتوعية بل إنه يمتد الى المساهمة بشكل مباشر وغير مباشر في المشاركة الفعالة لإنجاح الاستراتيجية على سبيل قيامهم بإنشاء وحدات تدريبية للتوعية ملحقة بمؤسساتهم وتشغيل الشباب ,النشطاء الذين يمكنهم المساعدة في تنشيط الحملة ,وعندما نعرف الجمهور المستهدف وما الذي يحفز هذا الجمهور يصبح بامكاننا التخطيط لكيفية احداث التغييرات التي نريدها ويجب أن نتذكر أنهم ينظرون إلى القضية بشكل مختلف عما ننظر نحن اليها ,ولذلك يجب أن نضع أنفسنا مكان الجمهور المستهدف وأن نتخيل الحجج والضغوط التي تدفعهم لاحداث التغيير .
خامسا: تحديد العوامل المؤثر في نجاح الحملة
الحملة عبارة عن خط متتابع من الخطوات وينبغي أن نفكر بالأنشطة التي ستتم لاحقا وبالفرص المتاحة لإشراكها في الحملة لضمان نجاح في تحقيق ذلك فإنه من الضروري مراعاة الجوانب التالية :
1- أن تكون تلك الحملة على قادرة على التأثير من خلال إبراز المضار الحقيقية على التدخين وابرازها بشكل جديد يختلف عن سابقاتها من الحملات التي تحدثت عن الموضوع بشكل يزيد من الجرعات المعرفية لدى الجمهور المتلقي مثل اظهار الجوانب اللقبيحة في المخدرات من سوء مظهر خارجي ومن تغييب كامل للعقل والوصول الى درجة اللاوعي والادراك في التعامل مع الآخرين ومن أضرار نفسية مثل الانعزال ,وأضرار الوصول الى درجة الادمان التي من شأنها أن توصل الى الجنون وتوتر في الاعصاب وأمراض قلبية ينجم عنها الموت المفاجئ ,فإن ذلك يحمل رسالة أن المخدرات أمر سيء يحسن اجتنابه .
2- حساسية الموضوع وملاءمته للدين والعادات ويتم ذلك من خلال توظيف الدين بتحريم التعاطي مع المخدرات من خلال الاستعانة برجل دين يوضح أن المخدرات ليس بها نفع دنيوي ولا ديني انما تقود إلى الهلاك والعقاب في الآخرة وأن لا يسقطوا أنفسهم بأيديهم إلى التهلكة ومن أن الإدمان على التعاطي ليس طريقا مسدودا انما يمكن التخلص من ذلك وبأن المتعاطي لا تزال أمامه فرصة للرجوع والعدول عن التعاطي .
سادسا: تحديد الاستراتيجية العامة لتنفيذ برنامج الحملة
المقصود من وضع الاستراتيجيات العامة لتنفيذ الحملة أي وضع السياسات العامة والطرق التي تبنى عليها الحملة بحيث يجب أن يكون هناك طريقة واضحة لتنفيذ الحملة ونظرا لأن حملة التوعية تهدف الى تغييرات معرفية ثم اتجاهية ثم سلوكية أي التوعية عن طريق التعليم والاعلام وكذلك التنسيق مع مؤسسات الدولة والمؤسسات التي تقدم الخبرات الفنية مثل مراكز البحوث والدراسات ومؤسسات النشر ولا يمكن استثناء أي جهة ومؤسسة حكومية وغير حكومية يمكنها الإفادة في الحملة .
فمثلا نستطيع البدء من وزارة التربية والتعليم العالي فتطوير تناول أخطار التعاطي في المناهج المدرسية وبما يناسب كل فئة عمرية وتفعيل تنفيذ قرار مكافحة المخدرات في المؤسسات التعليمية ,والسعي من مؤسسات الدولة الأمنية لمكافحة المخدرات بكافة طرقها من التجارة فيها او تعاطيها من خلال ترهيب وترغيب في الاقلاع عنها عن طريق مكافحة بضراوة وترغيب المقلعين عنها بتأمين كافة سبل الطمأنينة والمساعدة الرسمية في هذا المجال .
سابعا: تحديد الموارد المتاحة
بما أن حملة التوعية التي نسعى إلى تحقيقها هي حملة شاملة من أغلب نواحي التغيير الاجتماعي فلهذا يجب تحديد جهة متخصصة بالتنسيق مع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وغيرها لوضع ميزانية كبيرة تغطي جميع احتياجات هذه الحملة المهمة ,ويتم ذلك من خلال تمويل بعض الانشطة الموجهة للتوعية من قبل بعض رجال الأعمال ,وعلى ضوء بعض الموارد المالية المتاحة للحملة تستطيع ادارة الحملة أن تحدد العناصر البشرية والامكانيات الفنية اللازمة لتنفيذ أنشطتها كما تتمكن الادارة من تحديد الوسائل الاعلامية الجماهيرية والانشطة الاخرى التي يمكن ممارستها ,وتشمل النفقات في الحملات ما يلي :
1- الدراسات والاستشارات .
2- حساب التكاليف الخاصة بالأنشطة والفعاليات من ندوات ومحاضرات ومسابقات وجوائز .
3- تصميم واعداد الرسائل الاعلامية اذاعية وتلفزيونية وغيرها .
4- نفقات الطاقم البشري .
ثامنا : اختيار الوسائل والانشطة الاتصالية
لاختيار الوسائل الاتصالية المناسبة بالجمهور هناك أمور كثيرة يجب دراستها بدقة من خلال خلال دراسات ميدانية فكل جمهور له وسيلة اتصالية تختلف عن جمهور آخر حسب الوضع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ولهذا سنستخدم في حملتنا جميع وسائل الاتصال المتاحة لتغطية كبر حجم المدينة والكثافة السكانية لذلك قمنا بتقسيم وسائل الاتصال التي يمكن أن تصل إلى الجمهور المستهدف إلى ثلاثة أقسام أساسية :
1- وسائل اتصال جماهيرية : وتتميز هذه الوسائل بقدرتها على توصيل الرسالة الى جماهير كبيرة في أكثر حيز جغرافي وتشمل بصورة أساسية الراديو والتلفزيون والصحافة ونتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصال أضيفت وسائل اتصال جديدة مثل :الانترنت والهاتف النقال من خلال انشاء خط ساخن للحملة يمكن من خلاله أن يطرح الشباب قضاياهم ويساعدهم في حل مشكلاتهم ,وانشاء موقع للحملة على الانترنت ,وأيضا من خلال منشورات ,ملصقات ,بطاقات بريدية ,بث برامج اذاعية ,مقالات منتظمة في الصحف اليومية والدوريات الأسبوعية ,ومن خلال الأشكال الصحفية مثل :العمودي الصحفي ,الكاريكاتير ,تصميم رسائل قصيرة غير مملة على شكل درامي .
2- وسائل الاتصال الجمعي :وتتميز بمحدودية الجمهور الذي يمكن أن تصل اليه مثل تنظيم ندوات دورية يشارك فيها علماء النفس والاجتماع وأساتذة الطب لتحليل أبعاد المشكلة وطرق تجنب الوقوع فيها وتوعية الأباء والأمهات ,وتنظيم مسابقات ثقافية للتوعية بأخطار تعاطي المخدرات ,وتركيز رجال الدين في خطبهم على دور العقل في تكوين اتجاه مضاد للمخدرات ,بالاضافة إلى ايجاد آلية للحوار المتواصل مع الشباب للتعرف عن قرب على قضاياهم ومشاكلهم .
3- وسائل الاتصال الشخصي :وتتميز بمحدودية كبيرة للجمهور والمكان والذي تغطيه ,ولكنها تتفوق على بقية الوسائل في زيادة نسبة التفاعل بين المصدر والتلقي والعكس ,وتشمل هذا الوسائل الاتصال الواجهي الذي يتم بصورة مباشرة على سبيل المثال من خلال الأسرة للمتعاطي من خلال نقاشات واسعة في الأسرة حول ما يترتب عليها من وجود فرد من أفراد الأسرة يتعاطى المخدرات وتوجيهه بالطريق السليم وما هي المخاطر التي ستواجهها الأسرة بشكل عام وما سيواجهه هو شخصيا , أو من خلال الأصدقاء الذين بامكانهم التأثير عليه .
تاسعا: تحديد رسائل الحملة
للرسائل دور كبير في نجاح الحملة أو فشلها فبعد أن تعرفنا على جمهور هذه الحملة وهو "فئة الشباب " نحاول التركيز على أكثر الفئات المتسببة في تفاقم هذه المشكلة من الجمهور فله أسلوب في ايصال الفكرة وله المعجبين من كافة الطبقات والمتأثرين بهذ الجمهور تأثرا كبيرا وهم الفنانين والرياضيين ورجال الفكر والدين :
1- تنفيذ التصور النظري لأفكار الرسائل الاعلامية في شكل برنامج أو قالب صحفي .
2- يجب اختيار شعار خاص للحملة يتميز بتناسقه وتناغمه مع نوع الحملة وأهدافها وأن يكون سهلا للحفظ والتذكر ومتناسب مع الفئة العمرية للحملة فمثلا يمكننا اختيار شعار لهذه الحملة "حياة أفضل بلا مخدرات " , ويجسد الشعار الموضوع العام للحملة ومن الأفضل مصاحبة صورة أو رسم للشعار لكي يبقى عالقا في الذهن فنحن غالبا ما نتذكر الشيء من خلال صورة دالة عليه .
ومن الممكن اقتراح بعض الأفكار للرسائل الاعلامية الدرامية مثل :
§ تجنب الاثارة في صورة تعاطي المخدرات ويتم هذا بالامتناع عن تصوير استخدام تعاطي المخدرات على انه أمر مثير والامتناع عن ربط بحس المغامرة والتجربة .
§ استخدام حس المغامرة والاثارة والتجارب الفريدة من نوعها ليس لتعاطي المخدرات أي دور فيها .
§ تصوير شخصيات تتعاطى المخدرات في وضعيات غير مناسبة مثل وجود الممثل يتعاطى المخدرات على مرأى أطفال صغار أو في أماكن عامة .
§ التعامل مع المواد الدرامية التي تتعرض لمشاكل تعاطي المخدرات بطريق غير مباشر من خلال تضمين العمل لانعكاسات هذا الخطر على الفرد والأسرة دون الخوض المباشر والطويل .
§ انتاج رسائل قصيرة اذاعية وتلفزيونية وصحفية غير تقليدية ومؤثرة عن مشكلة تعاطي المخدرات وكيفية التعامل معها تتخلل البرامج ونشرات الأخبار في كل قناة تلفزيونية واذاعية مع الحرص على التنويع في الشكل والمضمون .
عاشرا: وضع جدول زمني لتنفيذ الحملة
الحملات الاعلامية تسير وفق خطة مرسومة لتحقيق هدف معين ومسألة الزمن تعد احد الاساسيات في الحملات والزمن يشمل مرحلة الاعداد والتحضير للحملة والفترة التي تستغرقها الحملة وتوقيت البث أو النشر .وحملات التوعية العامة تعتمد في أغلب الأحيان على النشر المجاني الذي تتبرع به وسائل الاعلام الوطنية المختلفة ,كما يتبرع به بعض الأفراج الذي يتبرعون للعمل في الحملة وتوصيل رسائلها المطلوبة غلى الجماهير المقصودة وبالطبع فهذا التطوع في عملية بث الرسائل وتوصيلها الى المتلقي تحد كثيرا من عملية رسم جدول تنفيذي لبيان اوقات بث الرسائل بدقة كافية خلال الفترة الزمنية المقررة للحملة .ولكن في حالة اقتناع الجهات الحكومية والخاصة بأهمية هذه الحملة وفي حالة توفر الرسائل المناسبة في أسلوبها واعدادها فانه يمكن التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحديد الوقت المناسب لبثها واعتبار حملات التوعية العامة تناقش مشاكل وطنية ترتبط بصورة مباشرة بالمواطنين ,فإنه يجب أن تحظى هذه الحملات بدعم حكومي كبير ومن أعلى المستويات في الدولة لكي يتحقق لها النجاح مع ضرورة أن يكون بدأ الحملة في احتفالية تتناسب وحجم أهمية الحملة ,وعلى هذا يمكن تنظيم حملتنا ضد المخدرات في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في 26-6 من كل عام ,هذا بالنسبة لتوقيت انطلاق الحملة ومن ثم يبدأ دور التنفيذ لهذه الحملة ويتطلب نجاح هذه الحملة ادارة وتنفيذ ناجح .
الحادي عشر: التنفيذ والمتابعة
البدء الفعلي في تنفيذ هذه الحملة وفقا للجدول الزمني المقترح مع متابعة المستجدات من أحداث قد تؤثر سلبا على سير الحملة فقد يضطر منظمو الحملة الى التخلي عن الجدول الزمني المقترح في بدء بث الرسائل الاعلامية بسبب تغير في المناخ السياسي للبلد كما قد تتعرض رسائل الحملة نفسها الى انتقادات اثناء عملية التنفيذ الامر الذي قد يستدعي ايقاف الحملة او تغيير بعض الرسائل او تغيير توقيت البث او تكرار بث الرسائل .
الثاني عشر :تقييم وتقويم الحملة
تقييم الحملة يعتمد اعتمادا كبيرا على الدراسات والبحوث التي يجب اتخاذهما قبل واثناء وبعد الحملة لكي نستطيع من خلال البحوث والدراسات التعرف على النتائج التي تم التوصل اليها سابقا والاهداف التي تم تحقيقها .كما يجب ان يكون هناك دراسة للحملة خلال فترة تنفيذها للتعرف على حسن سير هذه الحملة والتعرف على المشاكل التي تعترض استمرار ونجاح هذه الحملة ومحاولة القضاء على هذه المشاكل من خلال ايجاد الحلول المناسبة لها وان اهمية التقويم المرحلي لا تقتصر على برنامج او اعلام او مقالة وانما تمتد الى الخطة بأكملها ومن ثم اجراء تقييم شامل للحملة بعد انتهائها وان يستند هذا التقييم على ما حققته الحملة من أهداف وليس على ما تحقق لها من مشاركة .
الثالث عشر : المراجعة واعادة التخطيط
وتشتمل هذه المرحلة قياس التأثير واعادة التخطيط وفقا للنتائج المترتبة على الحملة .فالحملات هي عملية اتصالية يهدف فيها المرسل الى توصيل رسالة عبر وسيط أو وسيلة الى جمهور معين .ولكن لا تقف حدود الاتصال الناجح عند توصيل الرسالة وانما تتعداها الى محاولة معرفة التأثير الذي أحدثه .وأحد الطرق المستخدمة للتحقق من ذلك هي رجع الصدى بحيث تتاح للجمهور فرصة للتعبير عن رأيه حول الأفكار التي تدعو اليها الحملة .ويمكن قياس هذا التأثير ايضا من خلال تقصي رأي الجمهور بواسطة بحوث الرأي العام ,كما يمكن قياس تأثير او نجاح بعض الحملات من خلال ملاحظة السلوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق